00:00:00
المترجم: Ataa Ayoubi
المدقّق: Shimaa Nabil
00:00:06
قبل عدة سنوات،
00:00:08
بدأت بملاحظة أمرٍ في سلوكي،
00:00:12
جعلني أشعر بعدم الارتياح.
00:00:16
وهو أنه منذ لحظة استيقاظي،
وحتى نهاية اليوم،
00:00:22
تكون حياتي عبارةً عن سلسلة من الشاشات.
00:00:25
كنت أبدأ يومي
00:00:26
وأنا أعبث بالشيء الذي أوقظني، هاتفي،
00:00:30
ومن ثم جلست في سريري
أشاهد فيديوهاتٍ عن الطبخ على (إنستاغرام)
00:00:34
وأنتقل بين التطبيقات المختلفة.
00:00:37
لكن حان الوقت بعدها للنهوض وتحضير الفطور،
00:00:41
وكان انتباهي مركزاً،
00:00:43
بالإضافة إلى العجة التي أحضرها في المقلاة،
00:00:46
على الآيباد الموجود بجانب الموقد.
00:00:49
ومن ثم حان وقت العمل،
00:00:51
وانتقلت إلى شاشةٍ مختلفة
00:00:53
التي كانت موصولةً بشاشةٍ أخرى.
00:00:55
وخلال كل هذا،
00:00:56
كانت هذه الساعة المزعجة، على معصمي،
00:00:58
تدق وتصدر أصواتاً تشتتني
00:01:02
بينما كنت أحاول الانتهاء
من العمل على بعض الأشياء.
00:01:07
ولكن كان هناك شيءٌ واحدُ
بين كل هذه الأجهزة المختلفة
00:01:14
أضاع وقتي أكثر من أي شيءٍ آخر.
00:01:17
هذا الشيطان الصغير: هاتفي.
00:01:21
بإمكاني قضاء ساعاتٍ ملتصقاً به
كل يوم.
00:01:24
ولهذا قررت، بأنني ولعدة أسباب،
00:01:27
سوف أتخلص منه لشهرٍ كامل.
00:01:30
كتجربة، وقلت في نفسي,
00:01:31
"سوف أستخدمه
لمدة ثلاثين دقيقة فقط في اليوم
00:01:35
على الأكثر"
00:01:37
وهذه هي الفترة التي يمكنني بها
أن أتصفح الخريطة
00:01:39
وأن أتصل بوالدتي،
00:01:41
هذه هي الفترة التي أستطيع فيها
00:01:43
أن أفعل كل ما أريد فعله،
00:01:45
الاستماع إلى الموسيقى،
وإلى برامج البث الإذاعي.
00:01:47
ومن ثم قمت بمراقبة ما سيحدث في هذا الوقت.
00:01:52
استغرقني الأمر أسبوعاً
00:01:55
حتى اعتدت على انخفاض مستوى التنبيه،
00:02:00
ولكن بمجرد ما اعتدت عليه،
00:02:02
بدأت بملاحظة أن هناك ثلاثة أشياءٍ غريبة
قد بدأت تحدث.
00:02:08
أولها، أن مجال انتباهي توسع.
00:02:11
أصبح بإمكاني التركيز على الأشياء،
00:02:13
ليس بسهولةٍ مطلقة،
00:02:14
ولكن أسهل بكثير
مما كانت قبل أن أبدأ التجربة.
00:02:20
وبالإضافة إلى هذا،
عندما كنت أمضي في يومي
00:02:23
بالأخص عندما بدأ عقلي بالتجول قليلاً،
00:02:25
بدأت بالتوصل إلى أفكارٍ أكثر،
00:02:29
وفوق كل هذا،
00:02:31
كان لدي هناك مخططات ورؤى عن المستقبل.
00:02:35
لقد أوصلني التخلص من هاتفي
إلى هذه النتائج الثلاثة.
00:02:42
لماذا؟
00:02:45
وتوصلي لهذا الاستنتاج
قادني إلى الخوض في مسألةٍ مهمة.
00:02:50
ما الذي يتطلبه التركيز
حين نعيش في عالمٍ مليء بالملهيات.
00:02:55
ولهذا جلست في مكتبي أقرأ مئات الأبحاث.
00:03:00
لا أعلم إن كنتم قد شاهدتم برامج الجرائم،
00:03:02
حيث يقوم المحقق بحل لغز جريمة قتل.
00:03:04
ولديه لوحٌ من الورق المقوى،
00:03:06
وحبالٌ مربوطةٌ بأوراق
00:03:08
مربوطةٌ بدورها بملاحظات
مربوطةٌ بقصاصات الجرائد
00:03:10
هكذا كانت حالة مكتبي ذاك الوقت.
00:03:12
طرت حول العالم
لمقابلة خبراء دراسة التركيز؛
00:03:15
وأجريت المزيد من التجارب على نفسي
00:03:17
حتى وصلت إلى مرحلةٍ وجدت فيها نفسي محاطاً
بخمسةٍ وعشرين ألف كلمة من الأوراق البحثية
00:03:22
التي تتمحور حول هذه القضية.
00:03:25
كيف تؤثر التكنولوجيا
على قدرتنا على التركيز؟
00:03:32
أريد أن أبدأ جوابي
00:03:33
بالحديث عن مدى تركيزنا.
00:03:36
وهو كيف نركز على ما يحدث حولنا في العالم.
00:03:40
ومدى سيطرتنا على تركيزنا.
00:03:43
إن الأبحاث المتعلقة بهذا الأمر مذهلة.
00:03:47
تبين أنه عندما نقوم بعملٍ ما على الحاسب،
00:03:50
وبالأخص عندما يكون هاتفنا قريباَ،
00:03:53
فإننا نميل للتركيز لمدة أربعين ثانيةٍ فقط
00:03:56
قبل أن يتشتت انتباهنا بشيءٍ آخر،
00:04:00
وحين يكون تطبيق Slack مثلاً
مفتوحٌ أمامنا بينما نعمل
00:04:04
تقل هذه المدة إلى خمسةٍ وثلاثين ثانية.
00:04:08
ولكن السبب وراء هذا قد لا يكون ما نظنه،
00:04:12
تبعاً للأبحاث.
00:04:14
نظن أن المشكلة هي أن أدمغتنا مشتتة.
00:04:19
ولكن بعد النظر في البحوث العلمية،
00:04:20
توصلت إلى اعتبار ذلك كعرض
من أعراض مشكلةٍ أكبر
00:04:25
مشكلة أعمق بكثير
والتي هي سبب وأصل الإلهاءات.
00:04:29
المشكلة ليست أننا مشتتو الانتباه
بل أن أدمغتنا في حالةٍ من التنبيه المفرط.
00:04:34
إننا أصلاً نعشق الإلتهاء.
00:04:38
وتحب أدمغتنا تلك الجرعات الصغيرة
00:04:41
من المعلومات وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي
وقراءة البريد الإلكتروني.
00:04:45
وهذه الأشياء التي نقوم بها خلال اليوم.
00:04:48
وهناك حتى سلوكُ تتبعه أدمغتنا
يدعى تأثير الحداثة،
00:04:52
وهو عندما تقوم أدمغتنا بإفراز
جرعة صغيرة من الدوبامين،
00:04:55
هرمون المتعة الرائع،
00:04:58
نفس الهرمون الذي نفرزه عندما نطلب ونأكل
بيتزا كاملة متوسطة الحجم من دومينوز،
00:05:04
ونفس الهرمون الذي نفرزه عندما نقيم علاقة.
00:05:06
تفرزه أدمغتنا عندما نقوم بتصفح الفيسبوك.
00:05:10
ويجري هذا الدوبامين في أدمغتنا.
00:05:12
وهكذا نحن لا نحب التشتت وحسب،
00:05:14
بل تعطينا أدمغتنا مكافأة
00:05:15
كلما وجدنا ما يشتت انتباهنا.
00:05:23
وهذا هو حال أدمغتنا اليوم.
00:05:27
في حالةٍ من التنبيه المفرط
00:05:29
نقوم فيها بالتنقل
00:05:31
من شيءٍ إلى آخر
00:05:34
أشياءٍ تجعل أدمغتنا متنبهة للغاية.
00:05:38
فجلست أفكر: "إن كان لهاتفي هذا التأثير
على انتباهي،
00:05:42
ماذا سيحدث إن قمت
بتخفيض نسبة التحفيز أكثر حتى؟"
00:05:47
وهذا الشعور الذي يعترينا
00:05:52
عندما ننتقل من حالة التنبيه العالي
00:05:55
إلى حالة تنبيهٍ منخفض،
00:05:56
له اسم،
00:05:58
وهذا الاسم هو "الملل"،
00:06:01
(ضحك)
00:06:02
كشعور القلق عندما يكون لديكم أسبوعٌ حافل
00:06:05
ومن ثم تستلقون على الأريكة ظهر يوم الأحد،
وتفكرون
00:06:08
"حسناً، ماذا سأفعل الآن؟"
00:06:11
لذا قمت بوضع إعلانٍ لزائري موقعي
الإلكتروني، وسألتهم
00:06:15
"ما هو أكثر شيءٍ مملٍ يمكنكم التفكير به؟
00:06:19
سوف أضع نفسي في حالةٍ من الملل
لمدة ساعةٍ يومياً، لشهر كامل"
00:06:22
ومن ثم قمت بما اقترحه لي زواري
بعض من هذه الأمور يزعجني حتى اليوم.
00:06:28
في اليوم الأول، قمت بقراءة الأحكام والشروط
التابعة ل iTunes لمدة ساعة.
00:06:31
(ضحك)
00:06:32
إنها في الحقيقة أقصر وقابلةٌ للقراءة
أكثر مما تظنون.
00:06:35
في اليوم الرابع، جلست على الهاتف أنتظر قسم
استرداد الأمتعة التابع للطيران الكندي.
00:06:40
الأمر سهلٌ جداً -
00:06:41
هذه هي الخدعة:
00:06:42
إن كنت تريد أن تمل،
00:06:44
لا تتصل بقسم الحجوزات،
بل اتصل بقسم استرداد الأمتعة
00:06:47
لأنك ستنتظر لساعات
هذا إن ردوا عليك.
00:06:50
في اليوم التاسع عشر
قمت بعد كل الأصفار
00:06:53
في أول 10000 خانةٍ من العدد (باي).
00:06:57
كم كان ذلك مزعجاً
00:06:58
في اليوم الرابع والعشرين،
قمت بمراقبة ساعة
00:07:01
وهي تمشي ثانيةً تلو الأخرى
00:07:04
لمدة ساعةٍ كاملة.
00:07:06
وقمت بسبعةٍ وعشرين نشاطاً آخر ذلك الشهر.
00:07:10
يا إلهي.
00:07:11
لا زلت أتذكرهم.
00:07:13
ولكن الغريب،
00:07:15
هو أنني لاحظت على نفسي ذات التأثير
الذي حصل معي من تجربة الهاتف الذكي.
00:07:21
استغرق دماغي أسبوعاً ليضبط نفسه
00:07:24
ليتأقلم مع حالة تنبيهٍ أقل من المعتاد،
00:07:27
وهذا ما قالته الأبحاث
00:07:29
أن دماغنا بحاجةٍ إلى ثمانية أيامٍ تقريباً
00:07:32
ليهدأ تماماً ويرتاح،
00:07:34
كأننا في عطلةٍ مثلاً.
00:07:37
نحن بالمناسبة نحتاج
أن تكون عطلنا أطول مما هي عليه الآن.
00:07:41
ولاحظت أيضاً اتساع مدى انتباهي.
00:07:45
أصبحت قادراً على الانتباه
أسهل بكثير من ذي قبل
00:07:47
ليس لأنني كنت محاطاً بملهياتٍ أقل،
00:07:52
بل لأن عقلي كان بحالة تنبيه أقل من المعتاد
00:07:54
جعلته غير راغبٍ في الملهيات
في المقام الأول.
00:07:58
كان الجزء الممتع هو
أنني أصبحت أنتج خططاً وأفكاراً
00:08:02
لم تخطر على بالي من قبل،
00:08:05
ويعود سبب ذلك
00:08:07
إلى أنه قد سنحت الفرصة لعقلي
أن يهيم ويتجول أكثر.
00:08:12
هناك اقتباس رائعٌ أحبه قد تعرفونه
00:08:15
قيل من قبل
J. R. R. Tolkien ،
00:08:17
"ليس كل تائهٍ ضالّ"،
00:08:21
وهذا يطبق بالكامل على تركيزنا،
00:08:26
وعلى انتباهنا.
00:08:29
عندما تتذكرون الأوقات التي خطرت لكم فيها
ألمع الأفكار،
00:08:34
ستجدون أنكم لم تكونوا تقومون بالتركيز
على شيءٍ معين.
00:08:37
ربما كان ذلك خلال الاستحمام صباح اليوم،
00:08:41
وربما في صباحٍ آخر من الماضي،
00:08:43
حينها سنحت الفرصة لعقولكم
بالربط بين مجموعات الأفكار
00:08:47
التي كانت تجوب أدمغتكم
00:08:50
مما أنتج الأفكار التي لم تكن قد تشكلت
00:08:53
لو كنتم في حالةٍ من التركيز على شيءٍ آخر،
00:08:56
كهواتفكم على سبيل المثال.
00:09:00
هذه الحالة
00:09:01
خصوصاً عندما نترك عقولنا تشرد عن قصد
00:09:05
أدعوها "التركيز المتشتت".
00:09:06
وأظهرت الأبحاث
00:09:07
أنها تدع عولنا تبتكر الأفكار وتخطط
00:09:11
بسبب الأمكنة التي تشرد إليها عقولنا.
00:09:15
هذا الأمر مذهلٌ.
00:09:16
اتضح أنه عندما نسمح لانتباهنا
بأخذ قسطٍ من الراحة،
00:09:20
فإنه يذهب إلى ثلاثة أماكن رئيسية:
00:09:23
إلى الماضي والحاضر،
00:09:27
والمستقبل.
00:09:29
ولكننا نفكر بالماضي أقل مما نظن،
00:09:33
حوالي 12% من الوقت فقط،
00:09:35
وعلى الأغلب نحن نتذكر أفكاراً
عندما نقوم برحل التفكير تلك.
00:09:42
ولكن الحاضر،
الذي هو مكانٌ مثمرٌ أكثر للتجوال -
00:09:46
نجول في التفكير به 28% من الوقت.
00:09:50
ويتجسد هذا
بأمرٍ كبساطة كتابة بريدٍ إلكتروني
00:09:54
حين لا نجد الطريقة التي نريد أن نكتب بها
00:09:56
لأن الأمر حساسٌ للغاية،
وربما يتعلق بالسياسة،
00:09:58
فعندها نقوم من مكاننا ونمشي إلى غرفةٍ أخرى
ومنها إلى أخرى، إلى المكتب،
00:10:02
وعندها يخطر على بالنا الحل
00:10:03
لأن أدمغتنا استطاعت أن ترى
00:10:06
وتفكر بالمشكلة من زوايا أخرى.
00:10:10
لكن الأمر هو:
00:10:11
أن عقولنا تجول لتفكر بالمستقبل
00:10:14
أكثر مما تفكر بالماضي والحاضر مجتمعين.
00:10:18
كلما تشرد عقولنا،
نفكر بالمستقبل بنسبة 48% من الوقت.
00:10:23
لهذا نحن نخطط لكامل يومنا،
عندما نأخذ الدش الصباحي،
00:10:27
على الرغم من أن يومنا لم يبدأ بعد.
00:10:30
هذا ما يدعى بالتأثير المرتقب
00:10:33
وهو ما يحدث عندما تتوه عقولنا.
00:10:36
إن كنتم جيدين في الرياضيات ستعرفون،
00:10:38
أو يجب أن أقول علم الرياضيات -
00:10:40
لا نقولها هكذا في كندا -
00:10:42
أن تلك الأرقام لا تصل إلى 100.
00:10:43
وذلك لأنه خلال الوقت المتبقي،
تكون عقولنا فارغة، صامتة،
00:10:46
أو أنها لا تحوي بداخلها فكرة تتعلق بالوقت.
00:10:52
مهما كان الشيء الذي يجعل عقولكم تتوه،
00:10:55
أمراً بسيطاً مثلاً
00:10:56
لا يستهلك الكثير من انتباهكم.
00:10:59
الأمر خاصتي
00:11:01
ليس مرتبطاً بالضرورة بسني وجنسي،
00:11:07
إنه الحياكة.
00:11:09
الحياكة هي واحدةٌ من هواياتي المفضلة:
00:11:11
أنا أحيك في الطائرة، وفي القطار،
وفي الفندق.
00:11:14
كنت أقوم بالحياكة في غرفتي في الفندق
قبل أن آتي إلى هنا اليوم.
00:11:18
لأنها تساعدني على الاسترخاء
وتهدئة أعصابي.
00:11:21
تخطر لي الكثير من الأفكار عندما أحيك،
ولهذا أحتفظ بدفتر قريبٍ مني.
00:11:26
مهما كان الأمر بالنسبة لكم
00:11:28
أخذ دشٍ طويلٍ مثلاً،
أو الاستحمام في الحوض،
00:11:31
أو أن تستبدلوا الدش بالاستحمام في الحوض
00:11:33
حتى لا تغمروا أنفسكم وحسب،
بل أفكاركم أيضاً.
00:11:38
قد يكون الأمر بسيطاً.
00:11:40
إن كنتم في العمل تمشون من غرفةٍ إلى أخرى
داخل المكتب -
00:11:44
تغييرٌ بسيطٌ جداً -
00:11:46
إن لم تستخدموا هواتفكم خلال تلك النزهة،
00:11:49
ستشرد عقولكم إلى الاجتماع القادم،
00:11:52
أو إلى الاتصال الهاتفي الذي أنهيتموه للتو،
00:11:54
سوف تتوه عقولكم إلى الأفكار التائهة،
00:11:57
مما سيجعلكم أكثر إبداعاً.
00:12:02
قد يكون الأمر ببساطة الانتظار في طابور
00:12:04
مجرد الانتظار في الطابور.
00:12:08
أو الحصول على تدليك.
00:12:09
أي شيءٍ يدع أدمغتكم -
00:12:12
أنا أحب هذه الصورة كثيراً -
00:12:14
(ضحك)
00:12:15
أي شيءٍ تحبون القيام به.
00:12:17
إليكم نصيحتي:
00:12:19
اطلبوا من مدلكتكم أن تدعكم
تمسكون بمفكرةٍ خلال جلسة التدليك
00:12:22
لأن الأفكار تأتي على الدوام،
وأنتم دائماً تفكرون بأشياء،
00:12:25
لذا اكتبوها
00:12:26
حتى تستطيعوا أن تنفذوها لاحقاً.
00:12:29
ولكنني أعتقد أنه بعد غوصنا
في عمق الأبحاث،
00:12:33
يجب علينا أن نقوم بنقلتين نوعيتين
00:12:36
فيما يتعلق بكيفية فهمنا للانتباه.
00:12:40
الأولى هي أننا نظن أننا
نحتاج للاندماج بشكل أكبر
00:12:43
هناك الكثير من الضجة حول "النشاط".
00:12:45
أنا ضد النشاط.
00:12:47
أنا من أكثر الناس الذين قد تقابلوهم كسلاً.
00:12:50
أعتقد أن هذا هو ما يمنحني الكثير من
الأفكار التي يمكنني كتابتها والحديث عنها
00:12:53
نحن لا نحتاج للاندماج أكثر.
00:12:55
نحن نقوم بما فيه الكفاية، بل أكثر من ذلك.
00:12:57
نحن نقوم بالكثير من الأشياء
لدرجة أن عقولنا لم تعد تشرد بما يكفي.
00:13:02
وهذا أمرٌ محزن.
00:13:03
لأن ذلك هو الوقت الذي
تخطر فيه لنا أفضل الأفكار والمخططات.
00:13:06
نحن بحاجة إلى المزيد من المساحة.
00:13:09
إن قمنا بالنظر إلى ما يسمح للسيارات
بالمرور من الطريق السريع.
00:13:14
ما يسمح للسيارات بالعبور هو ليس السرعة
التي تتحرك بها السيارات،
00:13:18
على عكس ما نظن،
00:13:19
بل إن مقدار المساحة الموجودة بين السيارات
00:13:23
هو ما يسمح لهم بالعبور.
00:13:25
عملنا وحياتنا يتحركان بالطريقة ذاتها.
00:13:29
والنقلة الثانية هي:
00:13:31
أننا نعتقد أن الالتهاء هو عدو التركيز.
00:13:35
ولكن هذا ليس صحيحاً.
00:13:36
بل هو عرضٌ لسبب
عدم قدرتنا على التركيز،
00:13:40
وذلك لأن أدمغتنا
في حالةٍ من التنبيه المفرط.
00:13:45
لدي تحدٍ لكم.
00:13:47
تحدٍ مدته أسبوعان،
00:13:49
ولكن من شأنه أن يجعل عقولكم
في حالة تنبيهٍ أقل.
00:13:52
ثم لاحظوا
00:13:54
ماذا سيحصل لانتباهكم؟
00:13:55
كم فكرةً ستخطر على بالكم؟
00:13:57
وكيف سيتغير تركيزكم؟
00:13:59
كم خطةً ستضعون؟
00:14:02
ولهذا، قوموا بجعل أدمغتكم أقل تنبيهاً
لمدة أسبوعين.
00:14:04
هناك العديد من البرامج
على هواتفنا وأجهزتنا
00:14:07
تسهل علينا تقليص المدة
التي نضيع بها الوقت على الأجهزة.
00:14:11
استخدموا إحدى هذه الميزات،
00:14:13
ليس من أجل أن تعرفوا أكثر
عن كيفية تمضيتكم لوقتكم
00:14:15
بل حتى تعرفوا أيضاً كيف
يمكنكم إهدار وقتٍ أقل حتى تفكروا أكثر.
00:14:19
قوموا بعمل طقوس انقطاعٍ عن العالم كل مساء.
00:14:21
من أحد طقوسي اليومية المفضلة:
00:14:23
أنني انقطع عن شبكة الإنترنت بشكلٍ كامل
00:14:25
من السعة الثامنة مساءً إلى الثامنة صباحاً.
00:14:28
لديّ أنا وخطيبتي طقسٌ آخر
من طقوس الانفصال عن الشبكة،
00:14:32
ننقطع عن التكنولوجيا كل أحد،
00:14:35
حتى يمكننا أن ننقطع عن العالم الرقمي
00:14:37
ونتصل مع العالم الفيزيائي،
العالم الحقيقي المحيط بنا
00:14:43
قوموا بإعادة استكشاف الملل -
ليس عليكم فعل هذا لساعة.
00:14:45
وأرجوكم لا تتصلوا بالطيران الكندي،
إنه عذابٌ بحت.
00:14:48
ولكن قوموا بإعادة استكشاف الملل،
لبضع دقائق فقط.
00:14:51
استلقوا على الأريكة،
إلى أين تذهب أدمغتكم؟
00:14:53
وبعثروا انتباهكم.
00:14:56
ستجدون أشياءً مفيدةً بشكلٍ كبير
00:15:00
في تلك الحالة المتنبهة.
00:15:06
وإن كان هناك شيءٌ واحدٌ صحيح
00:15:10
من كل ما درسته في عالم التركيز،
00:15:14
هو أن حالة انتباهنا تحدد حالة حياتنا.
00:15:20
إن كنا مشتتي الانتباه في كل لحظة،
00:15:22
ستبدأ هذه اللحظات
من الالتهاء والتنبيه المفرط
00:15:24
بالتجمع والتكتل
00:15:26
حتى تشكل حياةً يملؤها التشتت والإرهاق،
00:15:29
كما لو أنها لا تحمل هدفاً محدداً.
00:15:32
ولكن عندما نصبح أقل تنبيهاً
عندما نجعل عقولنا أكثر هدوءاً،
00:15:37
سوف نحصد الثمار على شكل إنتاجيةٍ أكبر
وتركيز وإبداع أكثر،
00:15:41
ونحصل بالإضافة على حياةٍ أفضل.
00:15:46
شكراً جزيلاً لكم.
00:15:47
(تصفيق)