تفسير سورة البقرة من الآية 60 إلى الآية 85 | د. محمد بن عبد الله الربيعة

تبدأ المناقشة بتأكيد أهمية التدبر في القرآن وتُظهر كيف تم تفصيل الأمور بشكل دقيق في سياق التوجيهات المتصلة بالنعمة والعقوبة. يتم التطرق إلى عدة قضايا تتعلق بتعامل بني إسرائيل مع نعم الله وكيف قوبلوا بالكفر والعقوبات. وتوضح السلسلة كيف أن القرآن يبين مراحل الدعوة والتذكير ثم تعداد النعم ثم إفشاء الكفر ثم توصيل العقوبات. هذا كله يبرز من خلال آيات تذكر قصة إستقاء موسى لقومه وكيف أدى هذا إلى إنفجار الماء من الحجر كإظهار لكمال النعمة.

يناقش المقطع التحذير من استخدام النعم كوسيلة للفساد وكيف أن الإنسان قد يبطر بالنعمة مما قد يؤدي إلى الكفر والفساد. يتم أيضاً تسليط الضوء على التصرفات الخاطئة لبني إسرائيل مثل استبدال النعم وسوء اختيارهم. تتدبر الآيات من 61 إلى 123 لتوضح كيف أنهم أبدلوا النعم بالكفران وكيف قوبلوا بالذل والمسكنة نتيجة لذلك. يشدد التركيز على أن النعم قد تتحول إلى وسيلة للفساد إذا لم تُقدّر حق قدرها.

المناقشة تنتقل إلى دعوة الله لبني إسرائيل للإيمان، وتبيان النعم التي من الله عليهم بها، وتنتقل بعد ذلك إلى توزيع الجزاء بشكل عادل بناءً على الكفر والعصيان. يُظهر المقطع كيف أن الله بَيّن العقوبات بعدما استعرضت الآيات أعمالهم وسوء أدبهم واخيارهم، وهي دعوة مبكرة للتفكر في العواقب المترتبة على تحمل العقوبات. يتحدث عن مسألة رفع الطور فوقهم حتى يقبلوا الالتزام بالتشريعات المقدسة، وكيف أن ذلك يظهر الشرح في القرآن للسياق التاريخي والتشريعي.

يتناول الخطاب هنا جانب التحذير من القصص المشابهة وكيف أن القصص في القرآن غالباً ما تقدم كتوجيهات عن كيفية التعامل مع النعم والعواقب الكبرى للكفر بها. يُعرَض جانبٌ من العقلية اليهودية آنذاك ومحاولاتهم الحيلة على الله في القصص المختلفة، مثل قصة العصيان في السبت وكيف أنها تُظهر محاولات الخداع المحرمة. تفصّل الآيات كيف أن التحايل والحيل على الأوامر الإلهية تعد جريمة عظيمة تُظهر قسوة القلوب وتُحَذِّر المُتلقين من اتباعها.

يواصل المقطع التحذير من تحريف كتب الله وكيف أن العلماء كانوا يضللون العامة ويكتبون الكتاب بأيديهم ثم يدعون أنه من عند الله لأجل مكاسب مادية. يُذَكِّر الله المؤمنين بخطورة هذه الأفعال ويؤكد على أهمية الإخلاص في الامتثال لأمر الله. تُعزّز هذه الروايات مصداقية العقيدة وتحث المسلمين على الحذر من اتباع الطرق التي اتبعها متلقو الأوامر السابقة، حيث كانوا يستبدلون الخير بالرديء، وهو ما يتنافى مع الأخلاق التي يحث عليها الإسلام.