هل الألعاب الرياضية تصنع نهضة اقتصادية؟.. فقط انظر إلى مدينة برشلونة ولن تصدق ما حدث🤯

المشهد الذي شاهده مئات الملايين حول العالم كان لحظة إشعال شعلة الأولمبياد في برشلونة 1992، مما مثل تتويجاً لجهود المدينة الاقتصادية التي دامت ست سنوات استعداداً لهذا الحدث. امتدت جهودها لتشمل تطوير متعدد الجوانب واستلهام مدن أخرى لمحاكاة تجربتها الناجحة التي غيرت مصير المدينة جذرياً، مما أثار اهتمام المدن لاستضافة مثل هذه الفعاليات للحصول على فوائد اقتصادية مشابهة.

ثم ننتقل إلى الحديث عن المشهد العام للمشهد الاستثماري في بداية الثمانينيات حيث بدأت برشلونة في التفكير في استضافة الألعاب الأولمبية كفرصة لإعادة بناء المدينة. تم النظر إلى الأولمبياد كفرصة استراتيجية لتطوير البنية التحتية وتحسين صورة المدينة في جذب الاستثمارات لتعزيز الاقتصاد، على الرغم من المشاكل الاقتصادية والبطالة العالية، وبذلك مثّل بداية نهضة جديدة للمدينة. البطالة وقتها وصلت إلى 20%.

برشلونة عانت قبل الألعاب الأولمبية بسبب الحروب الأهلية وحكم فرانكو الذي جمّد تقدمها الاقتصادي والاجتماعي لسنوات. بعد وفاة فرانكو 1975، بدأت إسبانيا وبرشلونة بالتحول اقتصادياً، حيث أصبحت كتالونيا تتمتع بحكم ذاتي، مما أشعل الرغبة في إعادة بناء المدينة بشكل كبير. رغم المخاطر المالية، سعت برشلونة لجعل الألعاب الأولمبية حافزاً لنهضة اقتصادها.

مع تجارب ماضية مثل كارثة الديون في أولمبياد مونتريال، كانت المخاوف بخصوص الإنفاق على استضافة الأحداث الرياضية كبيرة. ولكن نجاح لوس أنجلوس 1984 في تحقيق أرباح وبعد انحسار المنافسة لنسخة 1992، برزت برشلونة كمنافس رئيسي لاستضافة الأولمبياد وركزت على تحويل المدينة بتطوير بنية تحتية حديثة، وإعادة إحياء معالمها وإنشاء مرافق جديدة بهدف جذب الانتباه العالمي.