السردية التاريخية في فلسطين - د.عمر الغول

في البداية، يتحدث المحاضر عن مفهوم السردية التاريخية بشكل عام، والتي تمثل القصة أو الرواية التي ترويها الدولة لأبنائها عن تاريخهم للوصول إلى هوية وطنية واحدة يمكن أن تجمع بين المختلفين في الإثنيات واللغات والعقائد. كما يوضح كيفية اختيار المحطات التاريخية المهمة لبناء السردية، مع تجاهل الحقائق التاريخية عند الضرورة لخلق تأويل يناسب الرواية الوطنية.

ثم يتطرق المحاضر إلى كيفية تحول السرديات التاريخية في الشرق الأوسط مع تزايد الاتصال بالغرب ودخول علم الآثار الذي أعاد تعريف التاريخ القديم في المنطقة مثل الآراميين والفينيقيين، وكيف أن السردية التاريخية لفلسطين وُضعت مبكرًا من قِبل الحركة الصهيونية التي قامت بتقسيم التاريخ لفترات مجزأة تخدم مصالحها السياسية.

يستعرض المحاضر كيف أن الحركة الصهيونية قامت بوضع تاريخ لفلسطين يعتمد على فترات تاريخية معينة تبدأ من نهاية العصر البرونزي وتستمر حتى العصر الإسلامي، متجاهلة الفترات الأخرى، ليصبح هذا التاريخ جزءًا من السردية الصهيونية مستغلة التحقيب التاريخي لتبرير مطالبها في الأرض.

يناقش المحاضر قصور السردية الفلسطينية في مواجهة السردية الصهيونية بسبب افتقار الباحثين العرب لأدوات البحث في التاريخ القديم، مما أدى لقبول الفلسطينيين بالسردية الصهيونية بتقسيمها للتاريخ رغم محاولاتهم للتركيز على الأجزاء التي تسبق وتلي الفترات التي ركزت عليها السردية الصهيونية.

يشرح المحاضر كيف أن السردية الفلسطينية خسرت الكثير بقبول تقسيم التاريخ مع الحركة الصهيونية، حيث أهملت الفترات التاريخية الإسلامية المهمة لفلسطين وركزت فقط على محاصصة التاريخ الصهيوني دون مواجهته، مما جعلها تتخلى عن روايتها الخاصة لأحداث التاريخ الحديث داخل المنطقة.