00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم
00:00:01
والحمد لله رب العالمين
00:00:03
واصلي واسلم على المبعوث رحمه للعالمين
00:00:07
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبعه الى
00:00:11
يوم الدين اما بعد سوره الاخلاص اربع ايات
00:00:15
مكيه يقول ربنا جل وعلا فيها بسم الله
00:00:19
الرحمن الرحيم
00:00:21
قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم
00:00:28
يولد ولم يكن له كفوا احد وقبل الخوض في
00:00:33
تفسير هذه الصوره لابد من مقدمه نتحدث
00:00:37
فيها عن فضائل هذه الصوره واسمائها اشتهر
00:00:42
في الاحاديث ان قراءه هذه الصوره تعادي
00:00:45
القراءه ثلث القران ولعل الغرض منه ان
00:00:50
المقصود الاشرف من جميع الشرائع والعبادات
00:00:53
معرفه ذات الله ومعرفه صفاته ومعرفه
00:00:59
افعاله وهذه الصوره مشتمله على معرفه
00:01:03
الذات فكانت هذه الصوره
00:01:06
معادله لثلث القران ولها العديد من
00:01:10
الاسماء وهي كالاتي صوره التفريد وصوره
00:01:15
التجريد وسوره التوحيد وسوره الاخلاص
00:01:19
وسوره النجاح وصوره الولايه وصوره النسبه
00:01:25
لما روي انها نزلت جوابا لسؤال سئل عنه
00:01:30
النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له انسب
00:01:33
لنا ربك فنزلت هذه الصوره وسميت بصوره
00:01:37
المعرفه وسوره الجمال والصوره المقشقشه
00:01:41
والمعوذه وصوره الصمد او الصمديه وصوره
00:01:46
الاساس والصوره المانعه
00:01:49
والمنفرده والبراءه والصوره المذكره وناتي
00:01:55
الى التفسير
00:01:56
قال تعالى قل هو الله احد وفيه مسائل
00:02:01
المساله الاولى اعلم ان معرفه الله تعالى
00:02:05
جنه حاضره اذ الجنه ان تنال ما يوافق عقلك
00:02:10
وشهوتك ولذلك لم تكن الجنه جنه لادم لما
00:02:15
نازع عقله هواه ولا القبر سجنا على المؤمن
00:02:19
لانه حصل له هناك ما يلائم عقله وهوه ثم
00:02:25
ان معرفه الله تعالى مما يريدها العقل
00:02:29
والهوى معا فالعقل يطلب معرفه المولى
00:02:33
ليشكر له نعم الماضيه والحاضره والهوى
00:02:37
يطلب معرفه المولى ليطمع منه في النعم
00:02:42
المتربصه فلما عرفاه كما اراده عالما
00:02:47
وغنيا تعلق بذاته وسالوا عنها اي عن ذات
00:02:51
الله فقال الله مجيبا للعقل والهوى
00:02:56
قل هو الله احد ان يكفيك ان تعرف هذا الان
00:02:59
واعلم ان الواحد والاحد ليس اسمين
00:03:04
مترادفين فلا يوصف شيء بالاحاديه غير الله
00:03:08
تعالى فلا يقال رجل احد ولا درهم احد ولكن
00:03:15
يقال رجل واحد
00:03:17
فاحد هي صفه من صفات الله تعالى
00:03:22
استاثر بها فلا يشركه فيها شيء فلا احد
00:03:28
الا الله ومن الفروق اللغويه بين الواحد
00:03:33
والاحد وجوها احدها ان الواحده يدخل في
00:03:38
الاحد والاحد لا يدخل فيه وثانيها انك اذا
00:03:43
قلت فلان لا يقاومه واحد جاد ان يقال لكنه
00:03:49
يقاومه اثنان بخلاف الاحد فانك لو قلت
00:03:53
فلان لا يقاومه احد لا يجوز ان يقال لكنه
00:03:58
يقاومه اثنان وثالثها ان الواحد يستعمل في
00:04:03
الاثبات هو الاحد في النفي تقول في
00:04:07
الاثبات رايت رجلا واحدا وتقول في النفي
00:04:11
ما رايت احدا فيفيد العموم ووردت لفظه احد
00:04:17
نكره لتفيد التعظيم اما المساله الثانيه
00:04:21
اعلم ان قوله تعالى هو الله احد
00:04:26
الفاظ ثلاثه وكل واحده منها اشاره الى
00:04:31
مقام من مقامات الطالبين فالمقام الاول
00:04:35
مقام المقربين وهو اعلى مقامات السائرين
00:04:40
الى الله وهؤلاء هم الذين نظروا فما راوا
00:04:44
سوى الله فان قيل لاحدهم قل قال هو الله
00:04:49
احد وقوله هو
00:04:51
اشاره مطلقه والاشاره وان كانت مط الا ان
00:04:57
المشار اليه لما كان معينا قد شاهدوه
00:05:02
ابداعه بعيون عقلهم وعرفوا انصرف ذلك
00:05:06
المطلق الى ذلك المعين في عقولهم وهو الحق
00:05:11
سبحانه فان قيل لاحدهم قل هو اكمل فقال
00:05:17
الله احد
00:05:19
وهؤلاء هم الملائكه تحديدا ومن صفي فاصطفي
00:05:24
المقام الثاني وهو مقام اصحاب اليمين وهو
00:05:28
دون المقام الاول وذلك لان هؤلاء شاهدوا
00:05:32
الحق موجودا وشاهدوا الخلق ايضا موجودا
00:05:36
فحصلت كثره في الموجودات وشيء من الحيره
00:05:41
والتيح فان قيل لاحدهم قل
00:06:45
تشريفا للداعي واما المقام الثالث وهو
00:06:49
مقام اصحاب الشمال وهو اخس المقامات
00:06:54
وادونها وهم الذين يجوزون ان يكون واجب
00:06:58
الوجود اكثر من واحد وان يكون الاله اكثر
00:07:02
من واحد فقارن لفظه الاحد بما تقدم ردا
00:07:08
على هؤلاء
00:07:10
وابطالا لمقالاتهم فقيل لهم زجرا وتنبيها
00:07:14
قل هو الله احد الله الصمد فيه ايضا مسائل
00:07:20
المساله الاولى ذكروا في تفسير الصمد
00:07:23
وجهين الاول انه المقصود فعن ابن عباس رضي
00:07:28
الله عنه انه لما نزلت هذه الصوره قالوا
00:07:33
مصمد قال عليه السلام هو السيد الذي يصمد
00:07:38
اليه في الحوائج وهذا قد فهمته العرب
00:07:42
بلسانهم فكان يقول منهم الا بكر الناعم
00:07:47
بخير بني اسد بعم بن مسعود وبالسيد الصمد
00:07:51
ايوه بالسيد المعظم وقال ايضا علوته بحسام
00:07:57
ثم قلت له خذها حذف فانت السيد الصمد اي
00:08:03
انت السيد المقصود لكرمه فالله الصمد هو
00:08:08
تعالى السيد المعظم المقصود في دفع
00:08:11
الحاجات وطلبها المتفرد بذاته الخالق
00:08:15
للاشياء المستغني عنها والباقي على اسمائه
00:08:19
وصفاته وافعاله دون تغيير اذا فالله هو
00:08:24
الصمد الذي يقصد في كل شيء
00:08:28
ويرتجى منه الخير ويستغاث به من كل شر فهو
00:08:33
الصمد على حاله والصمد في افعاله والصمد
00:08:37
في اقواله والصمد في احكامه وسننه ولن تجد
00:08:42
لسنه الله تبديلا
00:08:44
ان تجد لسنه الله تحويلا كل شيء حولنا
00:08:48
يتغير حتى الاشخاص حتى الجمادات والله
00:08:52
وحده هو الصمد والله ان هذا لخبر يدعو
00:08:57
للطمانينه وراحه البال بان الله لا يغير
00:09:02
سننه ولا يحابي احدا فهو الصمد المتفرد
00:09:07
بصموضيته والمقصود دائما وهو على حاله لا
00:09:12
يتغير في صفاته وافعاله
00:09:16
واما قوله تعالى لم يلد ولم يولد ففيه
00:09:21
سؤالات السؤال الاول لما قدم قوله لم يلد
00:09:26
على قوله ولم يولد السؤال الثاني لماذا
00:09:31
اقتصر على ذكر الماضي فقال لم يلد ولم يقل
00:09:36
لن يلد السؤال الثالث لما قالها هنا لم
00:09:41
يلد وقال في سوره بني اسرائيل ولم يتخذ
00:09:46
ولدا السؤال الاول لما قدم قوله لم يلد
00:09:51
على قوله ولم يولد الجواب انما وقعت
00:09:56
البداءه بانه لم يلد لانهم ادعوا ان له
00:10:00
ولدا وذلك لان مشرك العرب قالوا الملائكه
00:10:04
بنات الله وقالت اليهود عزير ابن الله
00:10:08
وقالت النصارى المسيح ابن الله ولم يدعي
00:10:13
احد ان له والدا فلهذا بسبب بدا بالاهم
00:10:18
اما السؤال الثاني لماذا اقتصر على ذكر
00:10:21
الماضي فقال لم يلد ولم يقل لن يلد الجواب
00:10:27
انما اقتصر على ذلك لانه ورد جوابا عن
00:10:32
قولهم ولد الله والدليل عليه قوله تعالى
00:10:36
الا انهم من افكهم ليقولون ولد الله فلما
00:10:41
كان المقصود من هذه الايه
00:10:43
تكذيب قولهم وهم انهم قالوا ذلك في الماضي
00:10:48
وردت الايه على وفق قولهم اما السؤال
00:10:53
الثالث لما قالها هنا لم يلد وقال في سوره
00:10:58
بني اسرائيل ولم يتخذ ولدا الجواب ان
00:11:03
الولد يكون على وجهين احدهما ان يتولد منه
00:11:07
مثله وهذا هو الولد الحقيقي والثاني الا
00:11:11
يكون متولدا منه ولكنه اتخذه ولدا ويسميه
00:11:16
هذا الاسم وان لم يكن ولدا له في الحقيقه
00:11:19
كما كانوا قديما يتبنون الابناء ويقولون
00:11:23
هذا ولد يتخذوه بالتبني فحرم الله ذلك
00:11:27
ومنهم من قال ان الله اتخذ ولدا تشريفا له
00:11:32
كما اتخذ ابراهيم خليلا تشريفا له فجاء
00:11:36
كلامه جل وعلا يرد ذلك كله فقوله لم يلد
00:11:41
فيه اشاره الى نفي الولد الحقيقي وقوله لم
00:11:46
يتخذ ولدا اشاره الى نفي الولد الذي يتخذ
00:11:50
للتشريف او بالتبني ولهذا قال لم يتخذ
00:11:55
ولدا ولم يكن له شريك في الملك وقال في
00:11:59
سوره اخرى
00:12:00
قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني
00:12:05
وكونه تعالى صمدا معناه كونه واجبا في
00:12:09
ذاته ممتنع التغير
00:12:12
ممتنعه التغير في ذاته وجميع صفاته وان
00:12:17
كان كذلك
00:12:18
فالاحاديه وصمديه يوجبان نفي الولديه
00:12:22
والمولوديه ثم قال تعالى ولم يكن له كفوا
00:12:28
احد قرات كفوا بدم الكهف والفاء وقرات
00:12:33
كفوا بضم الكاف مع سكون الفاء وقرات كفوا
00:12:39
بكسر الكاف مع سكون الفاء وتقرا بقلب
00:12:43
الواو همزه فيقال كفؤا او كيف ان وهذه
00:12:51
الايه ولم يكن له كفوا احد كالتاكيد
00:12:55
والتحقيق لما سبقها من الايات واعلم ان
00:12:59
هذه الصوره اربع ايات وفي ترتيبها انواع
00:13:04
من الفوائد الفائده الاولى في هذا الترتيب
00:13:07
ان اول الصوره يدل على انه سبحانه واحد
00:13:12
والصمد على انه كريم رحيم لانه لا يصمد
00:13:16
اليه حتى يكون محسنا ولم يلد ولم يولد
00:13:20
دالان على انه غني على الاطلاق ومنزه عن
00:13:25
التغيرات فلا يبخل بشيء اصلى ولا يكون
00:13:29
وجوده لاجل جر نفع او دفع ضر بل بمحض
00:13:34
الاحسان وهو قوله تعالى ولم يكن له كفوا
00:13:39
احد اشاره الى نفي ما لا يجوز عليه من
00:13:43
الصفات الفائده الثانيه في هذا الترتيب
00:13:46
نفى الله تعالى عن ذاته انواع الكسره
00:13:49
بقوله احد ونفى النقص والمغلوبيه بلفظ
00:13:54
الصمد ونفى المعلوليه والعليه بلم يلد ولم
00:13:59
يولد ونفى الاضداد والانداد بقوله ولم يكن
00:14:03
له كفوا احد فهذه الصوره كلها تنزيها لله
00:14:09
عز وجل
00:14:11
الفائده الثالثه قوله تعالى احد يبطل مذهب
00:14:16
السنويه القائلين بالنور والظلمه والنصارى
00:14:21
القائلين بالتثليث والصابئه في الافلاك
00:14:24
والايه الثانيه تبطل مذهب من اثبت خالقا
00:14:29
سوى الله لانه لو وجد خالق اخر لما كان
00:14:33
الحق مصمودا اليه في طلب جميع الحاجات
00:14:37
والايه الثالثه تبطل مذهب اليهود في عزير
00:14:41
والنصارى في المسيح والمشركين في ان
00:14:44
الملائكه بنات الله والايه الرابعه تبطل
00:14:48
مذهب المشركين حيث جعلوا الاصنام اكفاء له
00:14:52
وشركاء
00:14:53
فالصوره جميعا تنزيها لله الفائده الرابعه
00:14:58
ان هذه الصوره في حق الله مثل سوره الكوثر
00:15:03
في حق الرسول لكن الطعن في حق الرسول كان
00:15:07
سبب انهم قالوا انه اكثر ولد له وها هنا
00:15:13
الطعن بسبب انهم اثبتوا لله ولدا وذلك لان
00:15:17
عدم الولد في حق الانسان عيب ووجود الولد
00:15:21
عيب في حق الله تعالى فلهذا السبب قال ها
00:15:26
هنا قل حتى تكون ذابا عني وهذا تشريفا
00:15:30
للنبي صلى الله عليه وسلم ومن قال بقوله
00:15:34
من بعده وفي سوره ان اعطيناك فقال تعالى
00:15:38
انا اعطيناك اي انا اقول ذلك الكلام حتى
00:15:43
اكون انا ذابا عنك تشريفا ايضا للنبي صلى
00:15:47
الله عليه وسلم
00:15:49
وولدعاه لله من بعده والله سبحانه وتعالى
00:15:53
اعلم