00:00:00
والصلوات بطبيعه الحال هي متميزه على
00:00:07
بقيه ايبادات فيا ذكر خادس الصلاه كلها
00:00:12
ذكر خالص ولذلك قال الله تعالى واقم
00:00:17
الصلاه لذكر ان الصلاه انما تقام لذكر
00:00:21
الله سبحانه وتعالى فالصلاه ذكر الخارقه
00:00:26
والمصلي عندما يمثل بين يديه الله سبحانه
00:00:30
وتعالى
00:00:31
يخلف الدنيا وراء ظهري
00:00:35
ويترك همومها وراء ظهرك
00:00:39
ويعرض الى الله سبحانه وتعالى خالصا نقيا
00:00:45
فالمصلي عندما يمثل بين يدين الله سبحانه
00:00:50
وتعالى
00:00:51
يفرق بين
00:00:54
يحلاله واحرامه فيها في هذه الصلاه ما
00:01:00
ياتي به من التكبير اول ما يدخل في صلاه
00:01:04
فهو يقول الله اكبر هذه الكلمه
00:01:09
لها ايحاءات كبيره على النفس البشريه فهي
00:01:15
تعرف الانسان
00:01:16
بان الكبرياء لله عز وجل وهو ماثل بين يدي
00:01:22
الله
00:01:24
تارك هذه الدنيا
00:01:27
وجميعه همومها وجميع تبعاتها غير مباد بها
00:01:32
انما يعرج الى الله سبحانه وتعالى بهذه
00:01:36
التكبيره الله اكبر فهو يتخلى اما يكون
00:01:41
عليه الناس في هذه الحياه من استعلاء
00:01:45
بعضهم على بعض
00:01:47
اذ لست على لاحد على احد مع ان الكبرياء
00:01:52
لله وحده فالله اكبر وكل الناس عباد الله
00:01:56
ان كل من في السماوات والارض الا اتي
00:02:01
الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم ادى وكلهم
00:02:06
اتيه يوم القيامه فردا كل الناس
00:02:10
مهما اوتم من اقدار
00:02:13
ومهما تميز بعضهم على بعض في هذه الحياه
00:02:17
انما هم ايباد الله سبحانه ولا يتفاضلون
00:02:21
الا بقدر اقتراب اليه وليس الاقتراب اليه
00:02:26
بالامر الحسي وانما الاقتراب اليه انما هو
00:02:31
بصفاء هذه الارواح وتوجهها الى الله
00:02:35
سبحانه مع اخلاص الامد له وحده
00:02:40
فعلى هذا الانسان الذي يقول كلمه الله
00:02:45
اكبر ان يكون الصادقا مع هذه الكلمه التي
00:02:49
يقولها فان كان من ذوي الاقدار والشان في
00:02:54
هذه الحياه
00:02:55
تضامنت نفسه
00:02:58
وخضعت رقبه لعزه الله تعالى لانه يدرك ان
00:03:03
الكبرياء لله وحده فلا يتعالى على احد من
00:03:07
خلق الله بسبب الله او منصبه او بسبب ماله
00:03:12
او بسبب نسبه او حسبه انما الكل عباد الله
00:03:18
سبحانه وتعالى لا يتفاضلون الا بتقوى الله
00:03:24
وان كان بخلاف ذلك ايضا
00:03:27
اورسجه او رثته كلمه الله اكبر
00:03:31
اعتزازا بصرته بالله فلا يخضع الا لجلال
00:03:36
الله ولا يرى
00:03:39
غير الله سبحانه وتعالى اهلا لان يسجد له
00:03:44
او يركع له او يخضع له باي حال من الاحوال
00:03:49
وانما الانقياد المطلق انما هو لله سبحانه
00:03:53
الذي
00:03:55
اتصف بالربوبيه واتصف كل ما سواه
00:03:59
بالعبوديه له
00:04:03
واذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم
00:04:06
ذكرته الاستعاده
00:04:08
الحرب الضروس التي تدور بينه وبين الشيطان
00:04:13
فالشيطان اقسم بعزه الله انه سيرضي هذا
00:04:18
الانسان في جهنم والعياذ بالله ان لم ان
00:04:22
كان من عباد الله المخلصين وهذه الحرب
00:04:26
تقتضي ان يؤجل لها عدتها وان يكون متفطنا
00:04:32
متنبها في جميع احواله لمكائد الشيطان
00:04:36
لئلا يدخل عليه الشيطان من اي ثغره من
00:04:39
الثغرات عليه ان يسد جميع الثغرات على
00:04:44
الشيطان الرجيم حتى لا يصل اليه باي وجه
00:04:48
من اولياء من الوجوه لئلا يحي
00:04:53
ى واذا
00:04:55
ابتدا بدايه الفاتحه الفاتحه الشريفه فقال
00:05:00
بسم الله الرحمن الرحيم
00:05:03
ادى كانما يدخل فيما يدخل فيه من ذكر الله
00:05:07
وعبادته بسم الله
00:05:10
فعليك ان يكون مخلصا في هذه الايبادة لله
00:05:14
وعليك ان يكون مخلصا في كل عمل لله فمن
00:05:18
كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا
00:05:23
يشرك لعباده ربه احدا عليك ان يعمل
00:05:27
الصالحات ما عدم اشراك احد من خلق الله
00:05:31
تعالى في اي عباده من العبادات او في اي
00:05:35
عمل من الاعمال بقصد وجه احد بذلك الامل
00:05:40
او بتلكم العباده
00:05:44
ومع ذلك
00:05:46
يستشعر رحمه الله تعالى
00:05:48
فان الله عز وجل
00:05:52
وصف في هذه الايه الكريمه بالرحم
00:05:57
بسم الله الرحمن الرحيم
00:05:59
ليبدو ورحمه الله
00:06:02
وليعول على الله في جميع اموري
00:06:06
واذا
00:06:07
تلا قول الله تعالى الحمد لله رب العالمين
00:06:12
استشعر ايضا من نعمه الله تعالى عليه فكل
00:06:17
ما به من نعمه
00:06:18
انما هو من الله
00:06:21
كل ما اتاه الله تعالى من خير
00:06:24
انما يجب ان يحمد الله عليه وحده ولو اتته
00:06:29
النعم من طرق الايباد فان فانما اولئك
00:06:34
الايباد هم وسائل
00:06:36
شاء الله سبحانه وتعالى للوصول هذه النعمه
00:06:39
اليك ولو شاء لوصلها اليه من غير طريقين
00:06:45
ولكن اراد ان يشرفهم بذلك
00:06:49
فاذا كل نعمه انما يستحق ان يحمد الله
00:06:54
تعالى عليها وحده فلذلك كان الحمد لله
00:06:58
ينسوا الحمد لله
00:07:00
والجنس تدخل جميع وافراده ضمنه
00:07:05
فكل فرد من افراد الحمد هو لله سبحانه
00:07:09
ومع هذا يوصف الله سبحانه وتعالى هنا بانه
00:07:14
رب العالمين
00:07:16
الرب بمعنى السيد وبمعنى المصلح
00:07:22
وبمعنى المنعم فالله سبحانه وتعالى هو سيد
00:07:26
الخلق وهو
00:07:29
يربيهم بالاحسان وينعم عليهم بالخير فكل
00:07:34
ما بهم من نعمه فمن الله ولا ريب ان هذه
00:07:38
الربوبيه
00:07:39
ربوبيه سبحانه وتعالى هي مع كونها ربوبيه
00:07:43
رحمه يروبيه قهر
00:07:46
فالكون كله مقهور لله جميع العالمين
00:07:51
مقهورين لله سبحانه وتعالى
00:07:53
تجري فيهم ارادته وتنفذ فيه المشيئته
00:08:01
وينفذ في كل واحد منهم حكمه ما من احد
00:08:05
منهم
00:08:07
قادر على دفع حكم الله سبحانه وتعالى
00:08:14
وهذا بطبيعه الحال
00:08:16
يجعل هذه النفس
00:08:19
تشعر بالرجفه
00:08:22
والقلب يشعر بالوجيف من هيبه الله سبحانه
00:08:27
وتعالى ولكن اذا ابتلا قوله عز وجل بعد
00:08:32
ذلك الرحمن الرحيم سكنت يائسه في النفس
00:08:36
مما تحس به من الطمانينه الى رحمته سبحانه
00:08:40
وتعالى
00:08:42
فاذا
00:08:45
ابتلى بعد ذلك
00:08:47
قوله تعالى المالكي يوم الدين استشعر
00:08:51
الوقوف امام الله في ذلك اليوم الذي يسال
00:08:55
فيه عما قدم وما اخر
00:08:57
لا تزول قدم ابن ادم يوم القيامه من عند
00:09:01
ربه حتى يسال عن خمس عن امره فيما افناه
00:09:05
وعن شبابه فيما ابلاه واما ماله من اين
00:09:10
اكتسبه وفيما انفقه وماذا عمل في معلم
00:09:14
وسؤاله عن عمره يعني سؤاله عما قدمه في
00:09:19
هذا الامر واخره فيسال عن كل ما قدمه وما
00:09:24
اخره في العمر
00:09:26
ويسعد عن الشباب لسؤالا خاصا ويسال عن
00:09:30
الناس سؤالين من اين اكتسبه وفيما انفقه
00:09:34
ويسال عن علمه ماذا عمل به ماذا عمل بهذا
00:09:40
العلم فعلى اي حال هذا مما يدعو الانسان
00:09:44
الى ان يحاسب النفس
00:09:47
ثم بعد هذا كله
00:09:50
ينتقل الحديث من وصف الله تعالى بصفات
00:09:55
غيبيه الى
00:09:58
مخاطبته سبحانه وتعالى مشافها بتقديم
00:10:02
العباده اليه لان النفس بعد ذكر هذه
00:10:07
الاوصاف العظيمه لله سبحانه وتعالى
00:10:10
تتامن وتشعر انها بين يديه سبحانه فلذلك
00:10:15
كان حريا من ايباد بعد ما يبلغ بعدما يبلغ
00:10:21
هذا المقام ان يقدموا اليه الى الله عز
00:10:24
وجل عبادته ولذلك
00:10:28
تاتي الايه الكريمه هنا اياك نعبد واياك
00:10:32
نستعين اي لا نعبد الا اياك ولا نستعين
00:10:37
الا اياك
00:10:39
فالاستعانه بالله تعالى وحده كما ان
00:10:42
الايباد له وحده فما من احد يمكن ان يعين
00:10:47
احدا على اي شيء الا فيما قدره الله تعالى
00:10:50
له
00:10:51
والقضايا الغيبيه لا يمكن ان يستعين احد
00:10:55
بغير الله تعالى فيها ليس لاحد ان يطلب من
00:11:01
احد من الناس ان يرزقه ولدا او يجعله غنيا
00:11:06
او يجعله محظوظا او يجعله سعيدا او يجعله
00:11:12
من العلماء وانما بامكانه ان يكتب منهم
00:11:16
الاسباب
00:11:17
كان يطلب منهم الدعاء
00:11:21
او يكتب منهم العون المالي او يكتب منهم
00:11:25
العون العلمي او نحو ذلك مما يمكن ان
00:11:29
يتعاون الناس فيه اما وراء هذه الاسباب
00:11:33
العاديه
00:11:35
فانه لا يجوز ان يستعان الا بالله سبحانه
00:11:40
وتعالى ونحن نرى ان الله سبحانه في كتابه
00:11:45
العزيز يبين للناس ان كل ما يدعون من دون
00:11:49
الله لا يمكن ان ينفعوهم بشيء او ان
00:11:53
يدفعوا عن النظر ومن الذي يمكن ان يدفع
00:11:58
نفسه او يدفع عن نفسه مضره مع ان النبي
00:12:02
صلى الله عليه وسلم مع علو قدره وايضا
00:12:05
بشانه يخاطب يوسف سبحانه وتعالى بقوله قل
00:12:10
لا املك لنفسي نفعا ونقرا الا ما شاء الله
00:12:13
ولو كنت اعلم الغيب لاستكثفت من الخير وما
00:12:18
مسني السوء فاذا كان النبي صلى الله عليه
00:12:21
وسلم وهو بهذا القدر العظيم عند الله عز
00:12:24
وجل لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف
00:12:30
لغيره عليه افضل الصلاه والسلام ان يحقق
00:12:34
منفعه احد من الناس او ان يدفع مضره مضره
00:12:39
عن احد من الناس
00:12:42
وقد خاطب الله تعالى المشركين الذين كانوا
00:12:46
يدعون من دونه
00:12:48
ما من يدعون من من يتخذونه الوسائل بينهم
00:12:53
بينهم وبينه
00:12:55
خاطبهم الله سبحانه وتعالى يقيم عليهم
00:12:58
الحجه بان اولئك الذين يدعونهم ليس لهم
00:13:02
شركه في خلق السماوات والارض
00:13:05
وما له وما لله سبحانه وتعالى من ظهير من
00:13:12
اولئك ما له منهم من ظهير
00:13:15
فقد قال سبحانه
00:13:17
الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال
00:13:21
ذره في السماوات ولا في الارض
00:13:25
الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال
00:13:28
ذره في السماوات ولا في الارض وما له وما
00:13:32
له
00:13:33
قل الذين زعمتم لان نكون مثقال ذره في
00:13:37
السماوات والارض وما له منهم ومالهم
00:13:45
ومالهم فيما من شرك وما له منهم من ظهير
00:13:48
ليس احد من اولئك ظهيرا لله تعالى في خلق
00:13:52
شيء في خلق السماوات والارض ولا في تدبير
00:13:56
السماوات والارض
00:13:58
وقال الله سبحانه وتعالى
00:14:01
قل ارايتم ما اقول ارايتم ما تدعون من دون
00:14:05
الله اروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم
00:14:09
شرك في السماوات ايتوني بكتاب من قبل هذا
00:14:13
او اثاره من ان كنتم صادقين ثم قالوا ومن
00:14:18
اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له
00:14:21
الى يوم القيامه وهم عن دعائهم غافلون ثم
00:14:26
بين انه اولئك الذين يدعونهم من دون الله
00:14:29
انما يتخلون عنهم يوم القيامه ويتبراون
00:14:33
منهم
00:14:34
وذلك عندما قال واذا حشر الناس كانوا لهم
00:14:38
اعداء وكانوا بعبادتهم الكافرين
00:14:43
ويقول سبحانه وتعالى
00:14:49
قل ارايتم شركائكم الذين تدعون من دون
00:14:52
الله اروني ماذا خلقوا من الارض في
00:14:56
السماوات ام اتيناهم كتابا فهم على بينه
00:15:00
منه بل ان يعد الظالمون بعضهم بعضا الا
00:15:04
غرورا
00:15:06
واتبع ذلك بيان انه سبحانه وحده الذي يمسك
00:15:10
السماوات والارض ان تزولا
00:15:13
ان الله يمسك السماوات والارض ان تزول
00:15:17
ولان زالتا ان امسكهما من احد من بعده
00:15:22
ولذلك كانت العباده لله
00:15:26
وكانت وكانت دعاء لله
00:15:31
الاستعانه لا تكون الا بالله كما ان
00:15:34
العباده لا تكون الا لله
00:15:39
تجد ان الله سبحانه وتعالى يعلمنا هنا ان
00:15:46
نقدم العباده الى الله
00:15:48
بصفه جماعيه بصفه فرديه فهو يعلمنا ان
00:15:53
نقول اياك نعبد لا اياك اعبد
00:15:57
واياك نستعين لا اياك استعين لان الاسلام
00:16:02
ودين اجتماع وقلوب المؤمنين كقلب رجل واحد
00:16:08
تتالف وتجتمع وتتوجه الى الله سبحانه
00:16:12
وتعالى
00:16:13
بصفه جماعيه لا بصفه فرديه
00:16:18
بعد ذلك قوله تعالى
00:16:21
اهدنا الصراط المستقيم صراط صراط الذين
00:16:25
انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا
00:16:29
الضالين وفي هذا ما يلعب الانسان يشعر انه
00:16:34
امام طريقين طريق الذين عنعم الله عليهم
00:16:39
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
00:16:44
وطريق الذين حرمهم الله تعالى من هذه
00:16:48
النعمه وهم المغضوب عليهم النظالون
00:16:52
فعليه ان يسلك الطريق الاول الطريق
00:16:56
المستقيم الذي لا تعاري فيه
00:17:00
والذي لا خفاء به عليه ان يسلك هذا الطريق
00:17:04
ليصل الى مرضاه الله سبحانه وتعالى