00:00:00
المترجم: Hamzeh Koumakli
المدقّق: Nawfal Aljabali
00:00:10
برفع الأيدي.
00:00:11
من منكم يعتقد أنه يستطيع
محاكاة هذه الصورة للممثل براد بيت
00:00:15
باستخدام قلم رصاص وورقة فقط ؟
00:00:17
سأخبركم كيف تقومون بذلك.
00:00:21
ومن خلاله،
00:00:22
سأخبركم بالمهارات اللازمة
00:00:24
لتصبحوا رسامين عالميّين.
00:00:27
ولن يستغرق ذلك أكثر من 15 ثانية.
00:00:30
ولكن قبل أن أقوم بذلك،
00:00:31
من منكم يعتقد أنه يستطيع نسخ هذه الصورة
00:00:34
التي تُمثّل مربعاً رمادياً؟
00:00:36
(ضحك)
00:00:37
كُلنا.
00:00:38
وإذا كنا نستطيع رسم مربع رمادي واحد،
00:00:40
فإننا نستطيع رسم اثنين وثلاثة وتسعة...
00:00:43
في الحقيقة
00:00:44
إذا استطعت رسم مربع رمادي واحد،
00:00:46
فسيكون من الصعب عليك أن تُجادل
00:00:48
بأنك لا تستطيع رسم كل مربع رمادي يلزم
00:00:52
لمحاكاة الصورة السابقة بالكامل.
00:00:55
وهكذا تكون قد حققت ذلك،
00:00:56
وأكون قد أعطيتُك المهارات اللازمة
لتصبح رساماً عالميّاً.
00:01:00
(ضحك)
00:01:01
أعلم ما الذي يدور بأذهانكم.
00:01:03
"هذا ليس فناً حقيقياً،
00:01:04
وبالتأكيد لن يجعلني ذلك رساماً عالمياً."
00:01:07
لذلك، دعوني أقدم لكم تشوك كلوز.
00:01:09
كان واحداً من أكثر الفنانين ربحاً
على مستوى العالم لعقود من الزمن،
00:01:14
وابتكر أسلوبه الفني الخاص
بنفس الطريقة التى ذكرتها.
00:01:18
فكما ترون، إن الذي يحول بيننا
00:01:20
وبين تحقيق أحلامنا وطموحاتنا
00:01:23
بعيدٌ كل البعد عن امتلاكنا
لمهارة أو موهبة سحرية
00:01:27
وأبعدُ بكثير عن أسلوبنا
في التعامل مع المشكلات
00:01:30
واتخاذ القرارات لحلها.
00:01:33
ونتيجة للطبيعة المعقدة المستمرة
00:01:35
لملايين القرارات
00:01:38
التي نواجهها فى حياتنا اليومية
00:01:40
فإن أي تحسّن طفيف في تعاملنا معها
00:01:43
يملك تأثيراً كبيراً على النتائج النهائية.
00:01:45
وسأثبت لكم ذلك
00:01:47
من خلال إلقاء نظرة
على مسيرة اللاعب نوفاك دجيكوفيتش.
00:01:50
بالعودة إلى عام 2004،
00:01:51
حينما أصبح لاعبَ تنس محترف،
00:01:54
كان ترتيبه رقم 680 على مستوى العالم.
00:01:56
وبنهاية السنة الثالثة من مسيرته
00:01:58
كان قد قفز إلى المرتبة الثالثة في العالم.
00:02:02
وبعدما كان دخله 250.000 في العام،
أصبح 5 ملايين فى العام.
00:02:07
من الجوائز المالية فقط،
00:02:08
وبالطبع فقد حقق ذلك من خلال
الفوز بالمزيد من المباريات.
00:02:11
أصبح في عام 2011 في المركز الأول
في تصنيف لاعبي التنس في العالم،
00:02:15
وبدأ بكسب حوالي 14 مليوناً في العام
من الجوائز المالية فقط،
00:02:19
والفوز بـ90% من المباريات التى يلعبها.
00:02:23
الأمر المدهش في ذلك
00:02:25
هو أن تلك الإحصائيات المثيرة للإعجاب،
00:02:28
لم يكن أيٌّ منها تحت سيطرة نوفاك.
00:02:31
كل ما كان يستطيع القيام به
هو اتخاذ تلك القرارات الصغيرة
00:02:34
التي كان يتوجب عليه أن يتخذها بشكل صائب
خلال مسيرته
00:02:37
لكي يغيّر نسب الاحتمالات
00:02:40
لصالحه في تحقيق هذا النوع من النتائج.
00:02:43
ويمكننا تقييم وتعقّب تقدمه في هذا المجال
00:02:46
من خلال النظر
إلى معدّل النقاط التي أحرز.
00:02:49
لأنه في التنس
00:02:51
يتضمن كسب النقاط التقليدية
ما يترواح بين قرارٍ واحد إلى ثلاثة قرارات،
00:02:55
أحبّذ أن أشير إلى ذلك بمعدل نجاح قراراته.
00:02:58
لذلك، عندما كان يفوز
في 49% من المباريات التي كان يلعبها،
00:03:03
فإنه كان يفوز بحوالي 49%
من النقاط التى لعبها.
00:03:06
وحينما قفز إلى المركز الثالث عالمياً،
00:03:09
ووصلت مكاسبه بالفعل إلى 5 ملايين دولار
00:03:11
مقابل التلويح بمضرب،
00:03:13
فقد كان يتوجب عليه
أن يُحسن من معدل نجاح قراراته
00:03:15
ليصبح 52%.
00:03:18
ولكي لا يتوقف عند المركز الأول فحسب
00:03:20
بل ليصبح -ربما-
واحداً من أفضل لاعبي التنس،
00:03:23
كان عليه أن يزيد من معدل نجاح قراراته
00:03:26
ليصبح 55% فقط.
00:03:28
ولا أزال أستخدم كلمة "فقط".
00:03:30
لا أعني أنه من السهل القيام بذلك،
00:03:32
فهذا ليس بالأمر السهل قطعاً.
00:03:33
ولكن التحسن الطفيف الذي أتحدث عنه
00:03:36
يمكن لأي منكم أن يحققه بسهولة.
00:03:40
سأوضح لكم ما الذي أعنيه.
00:03:43
منذ كنتُ في الروضة، ومروراً بكل
المراحل التعليمية حتى التخرّج من الثانوية
00:03:47
نعم، إنها صورتي عند تخرجي من الثانوية
00:03:49
(ضحك)
00:03:51
كل تقاريري المدرسية تُشير إلى نفس الشيء:
00:03:54
ستيفن صبيٌّ ذكيٌّ جداً،
00:03:56
ولكن يا ليته يهدأ ويركّز قليلاً.
00:04:00
ما لم يدركوه هو أنني أريد
00:04:03
أن أكون كذلك أكثرَ بكثير مما يريدونه هم.
00:04:05
لكني لم أستطع ببساطة.
00:04:07
ولذلك بدءاً من الروضة
وحتى السنة الثانية في الجامعة،
00:04:11
كنت طالباً ذا معدلات دراسية
تترواح بين المقبول والجيد.
00:04:15
ولكن بوصولي إلى السنة الأخيرة،
00:04:17
كان الكيل قد طفح.
00:04:18
وقررت أن أُحدِثَ تغييراً.
00:04:19
سأقوم بتعديل طفيف،
00:04:21
سأتخلّى عن موقف المتفرج على قراراتي
00:04:24
وسأصبح مشاركاً فعالاً فيها.
00:04:27
لذلك، في تلك السنة
00:04:29
بدلاً من الادعاء مجدداً
00:04:31
بأنني سأصبح فجأةً
قادراً على الهدوء والتركيز على الأشياء
00:04:34
لفترة أطول من خمس أو عشرة دقائق
في المرة الواحدة،
00:04:37
بدلاً من ذلك، افترضت أنني لن أكون كذلك.
00:04:40
لذلك، إذا أردتُ أن أحقق
تلك النتيجة التي أريدها
00:04:44
وهي التفوق في المدرسة
00:04:46
فيتوجب عليّ أن أغير طريقتي.
00:04:48
لذلك قمت بإحداث تعديلٍ طفيف.
00:04:51
لو كان لدي مهمة يجب علي إنجازها،
على سبيل المثال قراءة خمسة فصولٍ من كتاب،
00:04:54
فلن أتعامل معها على أنها خمسة فصول،
00:04:56
ولن أتعامل معها حتى على أنها فصلٌ واحد.
00:04:58
بل سأجزئها إلى مهمات أستطيع إنجازها
00:05:02
أي مهمات تتطلب مني أن أركز
لمدة خمس أو عشر دقائق مستمرة
00:05:06
أُجزئها إلى ثلاث أو أربع فقرات.
00:05:08
بهذه البساطة.
00:05:09
سأفعل ذلك وحينما أُنهي تلك
الدقائق الخمس أو العشر،
00:05:12
سأتوقف.
00:05:13
وأذهب لألعب قليلاً أو أرسم،
00:05:16
أو ألعب بألعاب الفيديو لبضعة دقائق،
00:05:18
ثم أعود إلى ما كنت عليه.
00:05:19
ليس بالضرورة إلى نفس المهمة،
00:05:21
ولا بالضرورة إلى نفس المادة،
00:05:24
ولكن إلى أي مهمة أخرى
تتطلب مني خمس أو عشرة دقائق من التركيز.
00:05:28
منذ تلك اللحظة،
00:05:30
وحتى تخرّجي،
00:05:32
كنت أحصل على تقدير امتياز
وكنت على قائمة العميد للمتفوقين،
00:05:35
متصدراً لوحة الشرف في كل فصلٍ دراسي.
00:05:37
بعد ذلك، التحقت بواحد من أفضل
البرامج الجامعية على مستوى العالم
00:05:41
فى مجال الاقتصاد والماليات.
00:05:43
سالكاً نفس النهج،
وحاصلاً على نفس النتيجة.
00:05:46
تخرجت بعد ذلك.
00:05:48
وبدأت حياتي المهنية وأنا أفكّر
00:05:50
أن هذا نجح حقاً.
00:05:52
أنْ تأخذ هذه المفاهيم الضخمة
00:05:54
أو الأفكار المعقدة، أو تلك المهام الكبيرة،
00:05:57
ومن ثم تقوم بتجزئتها
إلى مهام يسهل التعامل معها،
00:06:00
وبعد ذلك أثناء مُضيّك،
00:06:01
تُحدث تحسناً طفيفاً في ما تفعله،
00:06:04
والذي يزيد احتمال نجاحك.
00:06:06
لذا سأقوم بفعل ذلك في حياتي المهنية.
00:06:09
وبالفعل قمت بذلك.
00:06:10
بدأت العمل كتاجر للأشياء الفريدة
لدى بنك الائتمان السويسري.
00:06:13
ثم قادني ذلك للعمل كرئيس فرع تداول العملات
00:06:16
لدى بنك أمريكا.
00:06:17
ثم رئيس فرع الأسواق الناشئة
في شركة AIG العالمية للتأمين.
00:06:21
وقد ساعدني ذلك
في كسب عائدات من الفئات العالية
00:06:23
أثناء عملي لمدة 12 سنة
كمدير لصندوق التحوط الضخم
00:06:27
وثم كمؤسس ومشرف رئيسي
لصندوق تحوّط فائز بجائزتين اثنتين.
00:06:31
وهذا يأخذنا إلى العام 2001،
00:06:33
وأنا أفكر أنَّ تلك الفكرة،
00:06:37
التي ظلت تعمل بكفاءة منذ كنت في المدرسة
00:06:39
وخدمتني أيضاً في حياتي المهنية،
00:06:42
لماذا لا أطبقها على حياتي الشخصية،
00:06:44
لكي أحقق كل تلك الطموحات الكبيرة
التي أتمناها؟
00:06:48
لذلك وفي يومٍ ما وأنا أمشي إلى العمل،
00:06:50
وبينما كنت أقوم بهذا العمل الرتيب
00:06:52
بالمشي من بداية متنزه هايد إلى نهايته،
في مدينة لندن.
00:06:56
كان ذلك يستغرق حوالي 45 دقيقة كل مرة،
00:06:59
أي ساعة ونصف كل يوم،
أي سبع ساعات ونصف في الأسبوع،
00:07:03
أي 30 ساعة في الشهر، و360 ساعة في السنة،
00:07:06
أهدرها -رغم أنّي أكون يقظاً-
00:07:10
في الاستماع إلى الموسيقى على الأيبود.
00:07:13
لذلك أثناء عودتي من العمل في أحد الأيام
عرّجت على أحد المتاجر.
00:07:16
واشتريت 33 قرصاً مضغوطاً
من برنامج بمسلر لتعلم اللغة الألمانية.
00:07:21
وقمت بإضافتهم إلى جهاز الأيبود.
00:07:23
لكنني لم أتوقف عند هذا الحد.
00:07:25
لأنني في الحقيقة شخصٌ غير ملتزم.
00:07:28
وأعلم أنني في لحظة ما
00:07:31
سأترك تعلم اللغة
وأعود إلى الاستماع للموسيقى.
00:07:34
لذلك لكي أمنع نفسي من ذلك
قمت بحذف جميع ملفات الموسيقى.
00:07:38
ولم أترك لنفسي إلا خياراً واحداً
00:07:41
وهو الاستماع إلى أشرطة تعلم اللغة.
00:07:43
لذلك وبعد عشرة أشهر، كنت قد استمعت
إلى كل الشرائط التسعة والتسعين
00:07:46
الخاصة ببرنامج تعلم اللغة الألمانية
00:07:47
حيث كنت أستمع إلى كل شريط ثلاث مرات.
00:07:50
بعد ذلك سافرت إلى برلين لحضور دورة
مكثّفة في اللغة الألمانية لمدة 16 يوماً.
00:07:54
وبعد أن أتممتها،
دعوتُ زوجتي وأطفالي لزيارتي
00:07:57
وتجوّلنا في المدينة.
00:07:59
كنت أتحدث الألمانية مع الألمان
وهم يتحدثون الألمانية معي.
00:08:02
أُصيب أطفالي بالدهشة.
00:08:04
(ضحك)
00:08:06
لدرجة أنّهم لم يستطيعوا
إغلاق أفواههم تعجباً.
00:08:08
ولكننا نعلم -أنا وأنتم-
00:08:11
أنه لا يوجد ما يُذهل في الذي قمت به.
00:08:14
فقد قمت فقط بإحداث ذلك التغيير الطفيف
في نظامي اليومي.
00:08:17
ذلك التغيير البسيط في حياتي.
00:08:21
والآن أستطيع أن أتحدث بالألمانية قليلاً.
(باللغة الألمانية)
00:08:24
والآن أستطيع أن أتحدث بالألمانية قليلاً.
00:08:27
وفي تلك اللحظة اعتقدت أنه
00:08:30
من الصعب بالنسبة لكهلٍ مثلي
00:08:34
أن يتعلم لغة جديدة.
00:08:35
فمن المفترض أن تفعل ذلك حينما تكون صغيراً.
00:08:37
ومع ذلك فقد استطعت فعلها.
00:08:39
هذا هو التغيير الطفيف.
00:08:40
فما هي تلك الطموحات الكبيرة
التي كنت أتطلع إلى تحقيقها،
00:08:44
والتي أجّلتها حتى تقاعدي،
00:08:46
والتي أستطيع إنجازها
00:08:48
بمجرد إحداث تغيير طفيف على نظام حياتي؟
00:08:51
وهكذا شرعت بإنجازهم.
00:08:53
حصلتُ على رخصة للمشاركة في سباق السيارات.
00:08:56
تعلمتُ كيف أقود طائرة هيليكوبتر،
00:08:59
قمت بتجريب تسلق الجبال والهبوط بالمظلات.
00:09:01
تعلمت كيف أُحلّق بالطائرات النفّاثة.
00:09:04
بالعودة إلى عام 2007، إذا كنت مثلي
00:09:07
ربما كنت ستمتلك نفس أهدافي.
00:09:09
كنت عائداً من لندن.
00:09:11
كان وزني حينها زائداً بـ25 رطلاً
ولم أكن رشيقاً،
00:09:15
وأردتُ تدارك ذلك.
00:09:17
كان بإمكاني أن أسلك المسار التقليدي
00:09:18
أن أدفع اشتراكاً لصالة رياضة
لن أذهب إليها مجدداً.
00:09:22
أو أن أقسم أنني لن أتناول
00:09:25
تلك الأطعمة التي أحبها
00:09:27
والتي تضر بي أبداً.
00:09:29
كنت أعلم حينها أن اتخاذ هذا الطريق
نادراً ما يؤدي إلى النتائج المرغوبة.
00:09:34
لذلك قررت أن أكون مشاركاً فعالاً.
00:09:36
فكرت بالعادات والرغبات
التي اكتسبتها في حياتي،
00:09:40
وهل أستطيع أن أُحدث تغييراً هامشياً فيها
00:09:43
حتى تؤثّر هذه العادات
لصالحي بدلاً من ضدي؟
00:09:46
قمت بذلك،
00:09:47
حيث كنت أملك عادةً
00:09:48
بالمشي لمدة ساعة ونصف يومياً
خلال السبع سنوات الماضية،
00:09:52
وأصبحت شغوفاً بالخروج من المنزل.
00:09:55
لذلك في ذلك العام،
00:09:57
لم أجعل هدف السنة الجديدة
هو خسارة 25 رطلاً.
00:10:00
بل اتخذت قراراً بالمشي
في كل الممرات الثلاثة والثلاثين
00:10:04
في ريف جبال سانتا باربارا.
00:10:06
علماً أنني لم أمارس رياضة المشي
مطلقاً في حياتي.
00:10:08
(ضحك)
00:10:10
ولكن في الحقيقة،
لا يتعلق الأمر بالثلاثة والثلاثين ممراً.
00:10:14
لكن عليك تجزئة هذا الهدف الكبير
00:10:16
إلى قرارات بسيطة يسهل التحكم بها،
00:10:19
تلك القرارات التي يجب أن تكون صائبة
طوال الطريق الذي تمشيه
00:10:22
لكى تزيد من احتمال تحقيقك
للنتائج التي تتمناها.
00:10:27
ولا يتعلّق الأمر أيضاً بممرٍ واحد.
00:10:29
بل بتلك القرارات الصغيرة،
00:10:31
عندما تكون جالساً إلى مكتبك
00:10:34
مسترخياً في نهاية يوم عمل.
00:10:36
أو حينما تكون مستلقياً على أريكتك،
00:10:38
وتتنقّل بين القنوات بجهاز التحكم،
00:10:40
أو تتصفح المنشورات على الفيسبوك،
00:10:42
في تلك اللحظة تقرر أن تتوقف عن فعل ذلك.
00:10:46
وترتدي ملابسك الرياضيّة،
00:10:48
ثم تذهب وتغلق باب منزلك خلفك
لتتمشى بعيداً عنه.
00:10:51
متجهاً إلى سيارتك لتقطع بها الطريق
وصولاً إلى بداية الممرات.
00:10:54
ثم تخرج من السيارة إلى الممر،
00:10:56
وتخطو الخطوة الأولى، فالثانية، فالثالثة.
00:11:00
كل خطوة من هذه الخطوات
00:11:03
هي بمثابة قرار صغير
يجب أن تتخذه بشكل صائب طيلة الطريق
00:11:07
لتصل إلى النتيجة النهائية.
00:11:10
حينما أقول أنني أريد أن أمشي
في 33 ممر جبلي،
00:11:13
يفكر الناس بتلك القرارات
التي يجب أن يتخذوها على قمة الجبل،
00:11:16
وهذا ليس صائباً.
00:11:18
لأنك إن لم تتخذ القرار الصحيح
00:11:20
وأنت جالسٌ على الأريكة،
00:11:21
فلن تكون هناك قراراتٌ لتتخذها
على قمة الجبل.
00:11:24
إذاً في نهاية ذلك العام،
00:11:26
كنت قد مشيت في الممرات الثلاثة والثلاثين.
00:11:28
فعلت ذلك بضعة مرات.
00:11:30
حتى أنني قمت بالمشي في الريف أيضاً.
00:11:32
فقدت 25 رطلاً، وأنهيت العام
00:11:35
بالمشاركة في أصعب نصف ماراثون في العالم
00:11:37
من مدينة بيير حتى قمّة الجبل.
00:11:39
في عام 2009، تملكني الطموح
00:11:43
طُموحٌ أصاب شخصاً
لا يزال حتى يومنا هذا غير قادرٍ على الهدوء
00:11:46
والتركيز على أمرٍ ما
أكثر من عشرة دقائق مستمرة.
00:11:49
وكان هذا الطموح هو أن أقرأ 50 كتاباً.
00:11:52
ومجدداً، لا يتعلّق الأمر
بقراءة 50 كتاب دفعة واحدة.
00:11:54
ولا بقراءة كتاب واحد.
00:11:57
أو فصل أو فقرة أو جُملة.
00:12:01
بل يتعلق باتخاذ القرار
00:12:03
عندما تكون جالساً إلى مكتبك
في نهاية اليوم،
00:12:06
أو عندما تكون جالساً على الأريكة،
00:12:08
أو تتصفح الفيسبوك،
00:12:10
حين تقرر أن تضع الهاتف جانباً.
00:12:12
وتُمسك الكتاب وتقرأ كلمة واحدة.
00:12:16
فإذا قرأت كلمة واحدةً
فإنك ستقرأ الثانية ثم الثالثة؛
00:12:20
وهكذا تكون قد قرأت جُملة، ثم فقرةً،
ثم صفحةً، ثم فصلاً، ثم كتاباً؛
00:12:24
ثم تُتم قراءة 10 كتب، فثلاثين، فخمسين.
00:12:29
في عام 2012، تملكني الطموح مجدداً.
00:12:32
وضعت 24 هدفاً لذلك العام.
00:12:35
12 من تلك الأهداف كانت متعلقة
بما أسمّيه قرارات العطاء،
00:12:38
حيث قُمت بـ12 فعلاً خيرياً
لا تتضمن إعطاء المال.
00:12:43
لكنّها لم تخلُ من الإخفاقات.
00:12:44
إذ حاولت أن أتبرّع بالدم،
00:12:46
ورفضوا ذلك
لأنني كنت أقطن في المملكة المتحدة.
00:12:49
حاولت أن أتبرّع بسائلي المنوي؛
رفضوني لأنني متقدّم في العمر كثيراً.
00:12:52
حاولت أن أتبرّع بشعري،
00:12:54
ولكن يبدو أنه لا يوجد أحد يرغب بشعر رمادي.
00:12:56
(ضحك)
00:12:58
لذا، ها أنا ذا أحاول أن أقوم بشيءٍ
يجعلني أشعر بالسعادة،
00:13:02
وكان لذلك تأثير معاكس.
00:13:04
على كُل، كان لدي 12 هدفاً تعليمياً،
00:13:08
أي أن أتعلم 12 مهارةً جديدة.
00:13:10
وعندما أتممت تعلّم قيادة الدراجة
أحادية العجلة والباركور والمشي على الحبل،
00:13:14
والقفز بركائز القفز والعزف على الطبول،
00:13:17
اقترحت علي زوجتي أن أتعلّم الحياكة.
00:13:19
(ضحك)
00:13:21
والصراحة أنني لم أكن متحمساً على الإطلاق
لتعلّم الحياكة.
00:13:25
ولكن في أحد الأيام، كُنت جالساً
تحت شجرة كينا طولها 40 قدماً
00:13:29
على بُعد 2.6 ميلاً
أعلى ممر الربيع البارد في سانتا باربارا،
00:13:32
وكنت أُفكر أن هذه الشجرة
ستبدو رائعةً بحق إذا كانت مُغطاة بالصوف.
00:13:36
(ضحك)
00:13:37
لذا فقد عدت إلى المنزل
وبحثت في غوغل عن ذلك
00:13:39
ووجدته أمراً شائعاً بين الناس
ويُدعى تفجير الصوف:
00:13:42
بحيث يتم تغطية المرافق العامة
بخيوطٍ من الصوف
00:13:45
وكان اليوم العالمي الثاني لتفجير الصوف
00:13:48
على بعد 82 يومٍ فقط من ذلك اليوم.
00:13:50
(ضحك)
00:13:52
لذا، وخلال الأيام الـ82 القادمة
وبغض النظر عن مكان تواجدي
00:13:55
(ضحك)
00:13:56
سواءً أكنت في اجتماع لمجلس الإدارة،
أو في قاعة التداول،
00:13:59
أو في الطائرة أو في المستشفى
00:14:02
كنتُ أحيك.
00:14:03
غرزة فغرزة.
00:14:05
وبعد 82 يوم،
00:14:06
كُنت قد أتممت أول مهمة تفجير صوف لي.
00:14:09
(تصفيق)
00:14:17
وكانت ردت الفعل مُذهلة بحق.
00:14:20
فلذلك استمررت...
00:14:22
(ضحك)
00:14:23
بتنفيذ مشاريع أكبر وبطموح أعلى
00:14:25
بحيث كانت تتطلب مهارات هندسية أكثر تطوراً.
00:14:28
وفي عام 2014، حددت هدفي بتغطية 6 صخور ضخمة
00:14:32
في غابة لوس بادريس الوطنيّة
أعلى هذه الجبال.
00:14:35
ولكن، إذا كنت سأقوم بهذا فسأحتاج مساعدة.
00:14:38
بحلول ذلك الوقت كنت أملك بضعة آلاف متابع
على وسائل التواصل الاجتماعي
00:14:42
باسم "مفجّر الصوف."
00:14:44
(ضحك)
00:14:46
وبدأت أتلقّى طروداً، الكثير من الطرود
00:14:50
من 388 مساهم من 36 منطقة
من الولايات الخمسين جميعها.
00:14:55
وفي النهاية، لم أتمكّن
من تغليف صخر ضخمٍ واحد،
00:14:58
بل غلّفت 18 صخراً.
00:15:02
(تصفيق)
00:15:06
لذا استمررت في ذلك
00:15:08
بمشاريع أضخم وبطموحٍ أعلى
00:15:10
بحيث كنت بحاجة لاستخدام مواد أخرى،
00:15:12
كالألياف الزجاجية والخشب والمعادن،
00:15:16
الأمر الذي توّجته بمشروع حالي
في TMC هنا في توسون،
00:15:21
حيث قمت بتغليف مشفى الأطفال.
00:15:23
(تصفيق)
00:15:26
خلال ذلك، توقّفت عن الحياكة.
00:15:28
فلم أكن أحبها فعلاً.
00:15:29
(ضحك)
00:15:31
ولكن...
00:15:32
كنت أحب الكروشيه.
00:15:34
(ضحك)
00:15:38
لذا، بدأت بصنع مربعات بطول 7 بوصات للضلع
ذات المربعات التي تقوم الجدات بصناعتها
00:15:41
-وذلك لأن هذه الأبعاد
هي الأبعاد التقليدية للجدات-
00:15:44
وكنت أُفكر خلال ذلك:
لماذا أتوقف عند طول 7 بوصات؟
00:15:46
أريد أن أصنع أشياء أكبر.
00:15:48
لذا فقد بدأت بصناعة مربعات
أكبر من تلك التي تصنعها الجدات.
00:15:51
وفي أحد الأيام، كنت في طريق العودة
إلى المنزل بعد رحلة عمل،
00:15:53
وكنت أحمل واحداً
من تلك المربعات الكبيرة جداً،
00:15:56
وولجت إلى موقع غينيس.
00:15:58
كنت أشعر بالفضول لمعرفة
أكبر مربع كروشيه في العالم.
00:16:01
ووجدت أنّه لا يوجد هكذا تصنيف.
00:16:04
(ضحك)
00:16:05
لذا قمت بتقديم طلب،
00:16:07
ورفضوني.
00:16:09
فاستأنفت الطلب،
00:16:11
ورفضوني.
00:16:13
واستأنفت مرة أخرى، وقالوا حسناً،
00:16:15
إذا صنعتَ واحداً طول ضلعه 10 أمتار
فسننشئ فئةً جديدةً،
00:16:19
وستكون حاملاً للرقم القياسي العالمي
في موسوعة غينيس.
00:16:22
لذا وفي السنتين التاليتين
00:16:24
والأشهر السبعة والأيام الـ17 التالية،
00:16:28
غرزة بعد غرزة،
00:16:30
قُمت أخيراً بإكمال نصف مليون غرزة،
00:16:32
مستخدماً أكثر من 30 ميل من الصوف،
00:16:35
وأنا حالياً حامل الرقم القياسي العالمي
في موسوعة غينيس
00:16:38
لأكبر مربّع كروشيه.
00:16:40
(تصفيق) (هتاف)
00:16:47
جذبت خلال ذلك الكثير من الانتباه الكريه
إلى مغامراتي.
00:16:52
فقد ظهرت في مجلة نيوزويك،
00:16:54
وإريك نيوز،
وهي تمثل الكتاب المقدس بالنسبة للفنانين.
00:16:57
ولكن ما أريد منكم أن تستوعبوه
بعد أن تسمعوا هذا مني:
00:17:01
هو أنني لا زلت طالباً متوسط المستوى.
00:17:04
لا أزال نفس الطفل الذي لا يستطيع أن يهدأ
00:17:07
أو أن يركّز على شيء
لأكثر من خمس أو عشرة دقائق مستمرة.
00:17:10
وما زلت نفس الشخص الذي لا يملك
أي موهبة أو مهارة أو مَلَكة محددة.
00:17:16
كل ما أفعله هو أنني آخذ مشروعاً كبيراً
ويتطلب طموحاً عالياً
00:17:19
يظن الناس تنفيذه ضرباً من الإعجاز
00:17:21
فأجزّئه إلى أجزاء أبسط
00:17:23
ومن ثم أقوم بإحداث تحسينات طفيفة
طيلة فترة تنفيذي إياه
00:17:25
لزيادة احتمال إنجازه.
00:17:28
ولذا فإن السبب الرئيسي لحديثي هذا
00:17:30
هو أنني أتمنى أن أُلهم بعضكم
00:17:33
ليُخرجوا بعض الأحلام الطموحة
التي يتمنوها لأنفسهم
00:17:36
من المكان الذي نسوها فيه
00:17:38
ويبدأوا بالسعي نحو تحقيقها
بإحداث تغييرات طفيفة على برنامجهم اليومي.
00:17:42
شكراً لكم.
00:17:43
(تصفيق)