00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم
00:00:02
سوره النصر ثلاث ايات مدنيه سميت سوره
00:00:07
التوديع لما روي انه صلى الله عليه وسلم
00:00:10
عاش بعد نزول هذه الصوره سبعين يوما وتسمى
00:00:16
سوره النعي لانها لما نزلت دلت من مفهومها
00:00:21
على نعيه صلى الله عليه وسلم وروي ان ابن
00:00:25
عباس عرف ذلك وبكى فقال النبي صلى الله
00:00:30
عليه وسلم ما يبكيك فقال نعيت اليك نفسك
00:00:35
يا رسول الله فقال عليه الصلاه والسلام
00:00:38
لقد اوتي هذا الغلام علما كثيرا
00:00:43
ويشهد الله انني لم اكن قرات او سمعت كلام
00:00:49
ابن عباس حينها غير انني فهمت منها ما
00:00:53
فهمه وكنت في المرحله الابتدائيه ثم قرات
00:00:58
ما قال ابن عباس فحمدت الله عز وجل بين
00:01:02
يدي الصوره يقول الرازي في بيان مناسبه
00:01:07
هذه الصوره لما سبقها
00:01:10
كانه تعالى قال يا محمد لما يضيق قلبك
00:01:14
الست حين لم تكن مبعوثا لم اضيعك بل نصرتك
00:01:20
بالطير الابابيل ثم الان ازيد فاقول اني
00:01:25
اكون ناصرا لك بذاتي اذا جاء نصر الله
00:01:29
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول انما
00:01:34
تتم النعمه اذا فتحت لي دار مولدي ومسكني
00:01:39
فقال تعالى
00:01:41
والفتح فقال الهي لكن القوم اذا خرجوا فاي
00:01:47
لذه في ذلك
00:01:49
فقال
00:01:50
ورايت الناس
00:01:53
يدخلون في دين الله افواجا
00:01:56
فاسبغ الله نصره على نبيه صلى الله عليه
00:02:00
وسلم
00:02:02
واتم عليه نعمته يقول ربنا جل وعلا اذا
00:02:06
جاء نصر الله والفتح
00:02:11
اعلم ان في الايه اسرارا يمكن بيانها في
00:02:15
معرض السؤال والجواب السؤال الاول ما
00:02:20
الفرق بين النصر والفتح حين عطف الفتح على
00:02:24
النصر
00:02:25
السؤال الثاني النصر لا يكون الا من عند
00:02:28
الله قال تعالى وما النصر الا من عند الله
00:02:33
فما الفائده في هذا التقييد وهو قوله نصر
00:02:38
الله
00:02:39
السؤال الثالث وصف النصر بالمجيء مجازا هو
00:02:45
الحقيقه اذا وقع نصر الله فما الفائده في
00:02:49
ترك الحقيقه وذكر المجاز السؤال الرابع لا
00:02:54
شك ان الذين اعانوا رسول الله صلى الله
00:02:57
عليه وسلم على فتح مكه هم الصحابه من
00:03:01
المهاجرين والانصار ثم انه سمى نصرتهم
00:03:05
لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصر الله
00:03:08
فما السبب في انصار الفعل الصادر عنهم
00:03:12
مضافا الى الله ولم يقل نصره المؤمنين
00:03:17
السؤال الخامس اذا جاء نصر الله فهل تقول
00:03:22
بان هذا النصر كان واجبا عليه
00:03:27
اما السؤال الاول ما الفرق بين النصر
00:03:30
والفتح حتى عطف الفتح على النصر الجواب
00:03:35
النصر الحقيقي هو كمال الدين ونظيره قوله
00:03:41
تعالى اليوم اكملت لكم دينكم
00:03:45
واتممت عليكم نعمتي والفتح هو الغلبه على
00:03:52
قريش خاصه
00:03:53
وجميع العرب ثم العجم من بعد ذلك وكل من
00:03:59
كان معاديا للاسلام
00:04:01
ونظيره قوله تعالى انا فتحنا لك فتحا
00:04:07
مبينا
00:04:08
والنصر هو شرط الفتح
00:04:10
ومقدمته فلا فتح للمسلمين من غير اكتمال
00:04:16
دينهم في انفسهم واهليهم وما فوق ذلك مما
00:04:21
في ايديهم ويقدرون عليه
00:04:25
واذا اكتمل ذلك
00:04:27
هيات اسباب الفتح واذا لم يكتمل ديننا في
00:04:31
انفسنا
00:04:32
ومعاملاتنا فلسنا من جنود الفتح وما الفتح
00:04:37
بعد ذلك الا كن فيكون فاخلعوا ثياب
00:04:42
العادات الباطله
00:04:44
والتقاليد الخاطئه
00:04:46
وتضرعوا بالفقه في الدين
00:04:49
والعمل بالتنزيل يفتح لكم ولو بعد حين
00:04:54
وليس شرطا ان تشهده في الدنيا
00:04:58
فالصالحون يرون نتائج افعالهم بعد موتهم
00:05:02
جعلنا الله واياكم من جنوده المخلصين
00:05:06
والعاملين بهذا الدين السؤال الثاني
00:05:10
النصر لا يكون الا من عند الله وما النصر
00:05:14
الا من عند الله فما الفائده في التقييد
00:05:18
وهو قوله نصر الله
00:05:21
ويجاب على ذلك بانه كان ايجابه لدعائهم اذ
00:05:26
كانوا يقولون متى نصر الله فيقول هذا الذي
00:05:31
سالتموه ومعناه نصر لا يليق الا بحكمه
00:05:37
الله ولا يليق ان يفعله الا الله ولا يقدر
00:05:42
عليه الا الله لهذا قال نصر الله
00:05:47
السؤال الثالث وصف النصر بالمجيء مجاز
00:05:51
وحقيقته اذا وقع نصر الله فما الفائده في
00:05:56
ترك الحقيقه وذكر المجاز الجواب فيه
00:06:00
اشارات عديده احدها ان الامور مربوطه
00:06:05
باوقاتها وانه سبحانه قدر لحدوث كل حادث
00:06:10
اسبابا معينه
00:06:12
واوقاتا مقدره
00:06:14
يستحيل فيها التقدم والتاخر والتغير
00:06:18
والتبدل فاذا حضر ذلك الوقت وجاء ذلك
00:06:23
الزمان حضر معه ذلك الاثر واليه الاشاره
00:06:28
بقوله وان من شيء الا عندنا خزائنه وما
00:06:33
ننزله الا بقدر معلوم
00:06:37
والاشاره الثانيه وجوب الاشتغال بالتسبيح
00:06:41
والتحميل والاستغفار عند مجيء الفرج
00:06:45
واما السؤال الرابع لا شك ان الذين اعانوا
00:06:49
رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتح مكه
00:06:53
هم الصحابه من المهاجرين والانصار ثم انه
00:06:57
سمى نصرتهم لرسول الله نصر الله فما السبب
00:07:02
في انصار الفعل الصادر عنهم مضافا الى
00:07:05
الله الجواب ذلك لان فعلهم فعل الله
00:07:10
وتقريره ان افعالهم مسنده الى ما في
00:07:15
قلوبهم من الدواعى والصوارف وتلك الدواعى
00:07:19
والصوارف امور حادثات فلا بد لها من محدث
00:07:23
وهو الله تعالى فيكون المبدء الاول
00:07:28
والمؤثر الابعد هو الله ويكون المبدئ
00:07:33
الاقرب هو العبد
00:07:35
وهؤلاء الانصار والمهاجرين وخيولهم
00:07:38
واسلحتهم مخلوقات واسباب رتبت لحوادث
00:07:44
واسباب الحوادث
00:07:47
ومسبباتها
00:07:48
متسلسله على ترتيب عجيب يعجز عن ادراك
00:07:53
كيفيهه اكثر العقول البشريه
00:07:58
السؤال الخامس اذا جاء نصر الله فهل تقول
00:08:03
بان هذا النصر كان واجبا عليه الجواب ان
00:08:07
ما ليس بواجب قد يصير واجبا بالوعد ولهذا
00:08:13
قيل وعد الكريم
00:08:15
الزم من دين الغريم لهذا قال اذا جاء نصر
00:08:21
الله فهذا بمثابه الوعد فان الله اذا وعد
00:08:28
اوجب على نفسه الوفاء ولكنه اذا استوعب من
00:08:34
الوعيد لم يجب على نفسه اتيان هذا الوعيد
00:08:39
لان رحمته سبقت عذابه فالوعد اذا صدر من
00:08:44
الله صار واجبا
00:08:46
واما قوله تعالى والفتح ففيه مسائل
00:08:51
المساله الاولى نقل عن ابن عباس ان الفتحه
00:08:56
هو فتح مكه وهو الفتح الذي يقال له فتح
00:09:00
الفتوح
00:09:02
وهناك اقوال ترى ان المقصود بالفتح هو فتح
00:09:07
خيبر وهناك من يقول انه فتح الطائف وهناك
00:09:12
من يرى ان النصر هو النصر على الكفار
00:09:15
مطلقا وكل ذلك اشارات الى معنى الفتح على
00:09:20
الحقيقه اما في تفسير الفتح بالمجاز فقال
00:09:25
قوم ان المراد بالفتح على المجاز هو ما
00:09:30
فتح الله عليه من العلوم ومنه قوله وقل
00:09:35
ربي زدني علما لكن حصول العلم لا بد وان
00:09:40
يكون مسبوقا بانشراح الصدر وصفاء القلب
00:09:44
وذلك هو المراد من قوله اذا جاء نصر الله
00:09:49
فيكون نصره الله
00:09:52
بانشراح الصدر
00:09:54
وصفا القلب فياتي من بعد ذلك الفتح
00:09:58
بالانتفاع بالعلوم المعقولات والروحانيات
00:10:02
والاعانه على الطاعات والخيرات فتلك عندهم
00:10:07
ايضا من الفتوح
00:10:09
ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا
00:10:14
رايت يحتمل ان يكون معناه ابصرت وان يكون
00:10:19
معناه علمت فان كان معناه ابصرت فيكون
00:10:24
النصب على الحال ويكون التقدير ورايت
00:10:28
الناس حال دخولهم في دين الله افواجا وان
00:10:32
كان معناه علمت فيكون النصب على انها
00:10:36
مفعولا ثانيا لعلمت والتقدير وعلمت اي
00:10:41
ايقنت ان الناس داخلين في دين الله وهذه
00:10:46
من البشارات التي جاءت بعد صلح الحديبيه
00:10:50
للنبي صلى الله عليه وسلم
00:10:53
بدخول الناس افواجا في دين الله وهذا ما
00:10:58
كان اما قوله تعالى الناس ظاهر لفظ الناس
00:11:02
للعموم فيقتضي ان يكون كل الناس كانوا قد
00:11:07
دخلوا في الاسلام ولكن يخص هذا العموم
00:11:11
بدليل العقل
00:11:12
فتقتصر اللفظه على ذوي العقل والدين فمن
00:11:17
اعرض عن الدين الحق وبقي على الكفر فكانه
00:11:22
ليس بانسان وهذا المعنى هو المراد من قوله
00:11:27
اولئك كالانعام بل هم اضل وقال
00:11:32
امنوا كما امن الناس فان قيل انهم انما
00:11:38
دخلوا في الاسلام بعد مده طويله
00:11:42
وتقصير كثير فكيف استحقوا هذا المدح
00:11:46
العظيم قيل هذا فيه اشاره الى سعه رحمه
00:11:51
الله فان العبد بعد ان اتى بالكفر
00:11:54
والمعصيه
00:11:56
طوال عمره فاذا اتى بالايمان في اخر عمره
00:12:00
يقبل ايمانه وعن جابر بن عبد الله انه بكى
00:12:05
ذات يوم فقيل له ما يبكيك فقال سمعت رسول
00:12:11
الله صلى الله عليه وسلم يقول دخل الناس
00:12:15
في دين الله افواجا وسيخرجون منه افواجا
00:12:19
نعوذ بالله من السلب بعد العطاء
00:12:24
فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا
00:12:29
امره تعالى بالتسبيح ثم بالحمد ثم
00:12:33
بالاستغفار هذا الترتيب له فوائد امر
00:12:38
سبحانه وتعالى بالتسبيح اولا
00:12:41
فسبح ثم بالحمد بحمد ربك ثم بالاستغفار
00:12:47
واستغفره هذا الترتيب له فوائد
00:12:51
الفائده الاولى اعلم ان تاخير النصر سنين
00:12:56
عديده مع ان محمدا وصحبه الكرام كانوا على
00:13:01
الحق وذلك مما يثقل على القلب ويوقع في
00:13:05
القلب اني اذا كنت على الحق
00:13:08
فلما لم انتصر بعد ولما سلط علي هؤلاء
00:13:13
الكفره
00:13:14
فلاجل الاعتذار عن هذا الخاطر امر ربنا
00:13:18
بالتسبيح
00:13:19
كاستغفار عن سوء الظن بالله
00:13:23
فالتسبيح هو تنزيه لله عما لا يليق به
00:13:29
فاستغفار مسيء الظن بالله او باسم من
00:13:33
اسمائه او صفه من صفاته هو التسبيح لان
00:13:39
التسبيح تنزيه لله عما لا يليق به ومن
00:13:43
اساء الظن بالله فقد اضاف الى الله ما لا
00:13:47
يليق به ومن ذلك الظن بانهزام اهل الحق او
00:13:52
الياس من الوعد او الجزع من تاخر النصر
00:13:56
او الياس من الوعد الحق ووعيده الصدق او
00:14:00
من ان ليس بعد العسر يسرا او انه وتعالى
00:14:04
يضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى
00:14:08
فجعل التسبيح هو استغفار هذا الذنب
00:14:13
فجعل التسبيح توبه من كل ذلك
00:14:18
والمراد من هذا التنبيه ان تعلم انه جل
00:14:22
وعلا منزه عن ان يستحق احد عليه شيئا بل
00:14:27
كلما يفعله انما يفعله بحكم المشيئه
00:14:31
فاكثروا من التسبيح فانها ايام فتن وتمحيص
00:14:36
مع جهل كبير
00:14:40
وفائده التنزيه ايها الكرام هو ان يعلم
00:14:43
العبد ان ذلك التاخير كان بسبب الحكمه
00:14:47
والمصلحه لا بسبب البخل وترجيح الباطل على
00:14:51
الحق ثم اذا فرغ العبد عن تنزيه الله عما
00:14:55
لا يليق به وعما لا ينبغي فحينئذ يشتغل
00:15:00
بحمده على ما اعطى من الاحسان والبر ثم
00:15:04
حينئذ يشتغل بالاستغفار للذنوب نفسه والله
00:15:10
عز وجل قدم الاشتغال بالخالق على الاشتغال
00:15:14
بالنفس فذكر اولا من الخالق امرين احدهما
00:15:19
التسبيح والثاني التحميد ثم ذكر المرتبه
00:15:24
الثالثه وهي الاستغفار وهو حاله ممزوجه من
00:15:28
الالتفات الى الخالق والى الخلق وفي هذا
00:15:32
دليل على علو منزله التسبيح على الحمد
00:15:36
والحمد على الاستغفار ويناظر ذلك
00:15:40
ان يونس عليه السلام لما يئس من قومه
00:15:45
وانفض عن دعوتهم من غير امر الله فالتقمه
00:15:49
الحوت وفي بطنه تذكر انه اساء الظن بالله
00:15:54
فنزهه بقوله
00:15:57
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من
00:16:02
الظالمين
00:16:03
والمراد ان فسبح انت بحمدي واستغفر من ان
00:16:09
ترى تلك الطاعه من نفسك بل يجب ان تراها
00:16:13
من توفيق واحساني
00:16:16
والله اعلم سبحانك اللهم وبحمدك لا اله
00:16:20
الا انت
00:16:22
استغفرك واتوب اليك